كيف كانت حياة البشر قبل اختراع الكهرباء وسبب نومهم مرتين في الليلة

منذ 17 دقائق
كيف كانت حياة البشر قبل اختراع الكهرباء وسبب نومهم مرتين في الليلة

أنماط النوم القديمة: من النوم الثنائي إلى التأثيرات الحديثة

قبل اكتشاف الكهرباء وتوافد الأضواء الاصطناعية إلى حياتنا اليومية، كان للناس طريقة مختلفة تمامًا في تنظيم وقت الراحة والنوم. حيث كانت الحياة تسير وفق أنماط طبيعية تتناغم مع شروق الشمس وغروبها، مما أثّر على سلوكيات النوم ووقته.

النوم الثنائي: نمط طبيعي قديم

في المجتمعات التي سبقت تطور الصناعة، كان النوم يميل إلى أن يكون ثنائي الطور. هذا النمط ينقسم إلى فترتين من النوم، حيث تبدأ فترة النوم الأولى بعد غروب الشمس، وبعد ساعات قليلات، يستيقظ الأفراد في منتصف الليل للبقاء مستيقظين لمدة ساعة أو ساعتين. خلال هذه الساعات، كانوا يتناولون صلاة أو يقرؤون أو يتأملون، قبل العودة إلى النوم مرة أخرى.

تأثيرات الحياة الحديثة على النوم

ومع تقدم الزمن ودخول الإضاءة الكهربائية، بدأت أنماط النوم تتغير بشكل جذري. وفقًا لدراسة نشرت عام 2018 في دورية أبحاث النوم، تبيّن أن التعرض للضوء الاصطناعي يؤثر سلبيًا على إفراز هرمون الميلاتونين، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم دورات النوم. وهذا التقني الحديث أدى إلى تقلص النوم الثنائي وتحويله إلى نمط نوم مستمر.

فوائد فترات اليقظة الليلية

الفترة التي تلي النوم الأول كانت تُعتبر بمثابة فاصل هادئ يساعد في تعزيز التأمل والإبداع. بحيث كان الأشخاص يستخدمون الوقت في القيام بأعمال مهدئة، مثل الكتابة أو التفكير في أمورهم الشخصية. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن دمج فترات من الهدوء قبل النوم يمكن أن يُحسن من صفاء الذهن ويُقلل من مستويات القلق.

إيقاع النوم الطبيعي والرفاهية الصحية

تظهر الأدلة أن الارتباط بالطبيعة وإيقاعاتها يمكن أن يعزز من جودة النوم، حيث كان النوم يعتمد على إيقاعات الضوء والظلام التي تساعد في تعزيز الصحة العامة. ومع دخول الإضاءة الصناعية وتصاعد نمط الحياة السريع، فقدنا هذا التناغم الطبيعي، مما أدى إلى إضعاف جودة الراحة والنوم.

إعادة التفكير في عادات النوم

في ختام الحديث عن أنماط النوم والتغيرات التي خضعت لها بفعل التقدم التكنولوجي، يجدر بنا إعادة التفكير في عاداتنا. قد يكون من المفيد دمج فترات استراحة هادئة في الليل لتعزيز التناغم مع إيقاع الطبيعة وخلق بيئة أكثر صحة لدورات نومنا. إن فهم تاريخ النوم يمكن أن يساعدنا في تحسين جودة حياتنا وزيادة رفاهيتنا العامة.

المصدر: وكالات


شارك