اكتشاف لغة الأسود يتيح للذكاء الاصطناعي فهم لغات الحيوانات بشكل أعمق

منذ 1 ساعة
اكتشاف لغة الأسود يتيح للذكاء الاصطناعي فهم لغات الحيوانات بشكل أعمق

ثورة في فهم تواصل الحيوانات بفضل الذكاء الاصطناعي

تشهد الأوساط العلمية نقلة نوعية غير مسبوقة في محاولة فك شفرة تواصل الحيوانات والكائنات الحية بوجه عام. الاستفادة من التطور السريع في تقنيات الاستشعار الدقيقة والذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين في هذا المجال المتنامي المعروف بـ “الصوتيات الحيوية الرقمية”.

تغيير مفاهيم دراسة ذكاء الحيوانات

تشير الباحثة كارين باكر من جامعة كولومبيا البريطانية إلى أن أحد الأخطاء التاريخية الكبرى في دراسة ذكاء الحيوانات كان يتمثل في محاولة قياس قدراتهم وفقًا لمعايير بشرية. وتوضح ضرورة فهم طرق التواصل غير البشري بناءً على شروطه الخاصة، وليس من خلال دفع الحيوانات للتحدث بنفس طرقنا.

استكشاف أبعاد جديدة في التواصل بين الأنواع

تركز الأبحاث الحديثة على سؤالين أساسيين: هل تستطيع الكائنات نقل معلومات معقدة؟ وكيف يمكننا استخدام لغاتها وفهم تجاربها الحسية؟ يجمع هذا العلم بين الاستماع الرقمي مع الذكاء الاصطناعي والتقنيات التقليدية، مما قد يقودنا إلى اكتشافات مذهلة في مجال لغات الكائنات الحية.

التقنيات المستخدمة في الصوتيات الحيوية الرقمية

تستخدم “الصوتيات الحيوية الرقمية” أجهزة تسجيل رقمية صغيرة وخفيفة يمكن تثبيتها على الحيوانات مثل السلاحف والحيتان والطيور، أو توزيعها في البيئات الطبيعية مثل الغابات والمحيطات. تقوم هذه الأجهزة بتسجيل أصوات الطبيعة بشكل مستمر، مما ينتج كميات هائلة من البيانات التي يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليلها لكشف أنماط التواصل.

كشف أسرار لغة الخفافيش

في إحدى الدراسات، قام الباحثون بتثبيت أجهزة تسجيل على خفافيش مصرية لمدة تصل إلى شهرين ونصف. بتحليل 15 ألف صوت، تمكنت الخوارزميات من ربط كل نداء بسلوك اجتماعي محدد، مثل الصراعات على الطعام أو التواصل بين الأمهات وصغارهن. وقد أظهرت الدراسة أن الخفافيش تمتلك أسماء مميزة وتستخدم أساليب تواصل تختلف بين الجنسين، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التعلم الصوتي.

تواصل نحل العسل واستخدام الاهتزازات

دراسات أخرى من جامعة برلين أثبتت أن تواصل نحل العسل يعتمد على الاهتزازات والتحركات، وليس فقط الأصوات. بفضل الخوارزميات المتطورة، تمكن العلماء من متابعة كل نحلة على حدة وتحديد مجموعة من الإشارات التي تؤثر على سلوكها الجماعي، مثل إشارة “الخطر” وإشارات التجمع، مما يسهم في إدارة سلوك الخلية بدقة.

الكشف عن زئير الأسود الأفريقية

كما أعلن مجموعة من الباحثين في جامعة إكستر عن اكتشاف نوع جديد من زئير الأسود الأفريقية، مما يدل على أن التواصل بين هذه الحيوانات أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا. تم توثيق “الزئير الوسيط”، وهو صوت يختلف عن الزئير المعروف، ويعتبر الأول من نوعه الذي يُقاس باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

مستقبل التواصل مع الكائنات الحية

يتضح من هذا البحث أن دمج الذكاء الاصطناعي في دراسات التواصل الحيواني قد يجعلنا أقرب إلى فهم لغات غير البشر، وربما التواصل معهم بطريقة جديدة. يمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة في إعادة تشكيل تصوراتنا للطبيعة وعلاقتنا بها.

المصدر: وكالات


شارك