الصحة العالمية تقدم توصيات هامة لاستخدام أدوية التخسيس لعلاج السمنة كمرض مزمن

منذ 41 دقائق
الصحة العالمية تقدم توصيات هامة لاستخدام أدوية التخسيس لعلاج السمنة كمرض مزمن

منظمة الصحة العالمية تصدر إرشادات جديدة لعلاج السمنة باستخدام أدوية GLP-1

في خطوة تاريخية، أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الإرشادات الجديدة بشأن استخدام أدوية التخسيس من فئة ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون من الفئة الأولى (GLP-1). تأتي هذه الإرشادات في ظل ما تشهده معدلات السمنة عالميًا من ارتفاع مستمر، حيث يعاني أكثر من مليار شخص في العالم من هذه الحالة، مما أدى إلى وفاة حوالي 3.7 مليون شخص في عام 2024 فقط.

السمنة: مرض مزمن ومعقد

أوضحت المنظمة في بيانها الصادر يوم الاثنين أن السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن، بل هي مرض مزمن ومعقد يسهم في ظهور أمراض كثيرة مثل أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان. كما أن لها تأثيرات سلبية على نتائج الحالات المتعلقة بالأمراض المعدية.

ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة

تحذيرًا من تفاقم هذه الأزمة، تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2030، قد يتضاعف عدد المصابين بالسمنة، مع تكلفة اقتصادية عالمية قد تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار سنويًا. في هذا السياق، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن علاج السمنة يجب أن يكون شاملًا وطويل الأجل، مع الإشارة إلى أن الأدوية بمفردها ليست الحل النهائي.

التوصيات الجديدة لعلاج السمنة

تشتمل الإرشادات الجديدة على توصيتين رئيسيتين. الأولى هي السماح باستخدام أدوية GLP-1 للبالغين باستثناء الحوامل كعلاج طويل الأمد للسمنة. ومع ذلك، تبقى هذه التوصية مشروطة بشروط عديدة، تشمل نقص البيانات حول الفعالية والأمان، وارتفاع التكلفة، إضافة إلى عدم جاهزية الأنظمة الصحية في بعض الدول.

أما التوصية الثانية، فتشجع على تقديم تدخلات سلوكية مكثفة تشمل أنظمة غذائية صحية وزيادة النشاط البدني جنبا إلى جنب مع تقديم الدعم المهني للمرضى الذين يتم صرف هذه الأدوية لهم، وذلك استناداً إلى أدلة تشير إلى أن هذه التدخلات قد تُحسن نتائج العلاج.

السمنة كقضية اجتماعية

شددت المنظمة على أن السمنة ليست مجرد مشكلة فردية، بل هي تحدي اجتماعي يتطلب سياسات شاملة توفر بيئات صحية وتخفف من عوامل تزايد السمنة. كما دعت إلى إقامة برامج لحماية الفئات الأكثر عرضة، ضامنة توفير الرعاية المستمرة التي تتماشى مع احتياجات المرضى.

العدالة في الوصول إلى الأدوية

في سياق الإرشادات، طالبت الصحة العالمية بضرورة ضمان العدالة في الوصول إلى أدوية GLP-1. ودعت إلى التحرك عالميًا لزيادة الإنتاج وخفض الأسعار، محذرة من أن النقص في الإمدادات وارتفاع الأسعار قد يؤديان إلى تفاقم الفجوات الصحية بين الدول. وتشير التوقعات إلى أن أقل من 10% من المحتاجين إلى هذه الأدوية سيتمكنون من الحصول عليها بحلول عام 2030 ما لم يُتخذ إجراء فوري.

أدوية GLP-1: فعالية وتأثيرات إيجابية

تعتبر أدوية ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) فئة دوائية متطورة تُستخدم بشكل واسع في علاج السكري من النوع الثاني، وقد زاد استخدامها مؤخرًا كعلاجات فعّالة لفقدان الوزن. وتشمل هذه الأدوية أسماء تجارية مثل أوزيمبيك، ويجوفي، فيكتوزا، زيباوند وريبلسوس.

تعمل هذه الأدوية على تعزيز إنتاج الإنسولين وتقليل الشهية وإبطاء عملية الهضم، مما يساهم في التحكم بمستويات السكر في الدم والمساعدة في خفض الوزن بشكل مستدام لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن المرتبطة بمضاعفات صحية.

المصدر: أ ش أ


شارك