مخطوطات تعود للقرن الثاني عشر تكشف أسرار تعليم النساء في نوفغورود الروسية

اكتشاف أثرى يُسلط الضوء على تعليم النساء في العصور الوسطى في نوفغورود
في إنجاز مثير، عثر علماء الآثار الروس على رسالة قديمة محفورة على لحاء شجرة البتولا، تعود للقرن الثاني عشر الميلادي. الرسالة التي أرسلها شابان يُدعيان ديمتر وبونى إلى والدتهما، تعتبر دليلاً قوياً على التعليم وانتشار القراءة والكتابة بين النساء في إمارة نوفغورود خلال العصور الوسطى.
تفاصيل الرسالة المكتشفة
تم العثور على الرسالة في موقع حفريات “ترويتسكي-16” في نوفغورود، وقد نجح الباحثون في استعادة محتوياتها بشكل شبه كامل، رغم أنها تعرضت لبعض الأضرار. ما يميز هذه الرسالة هو أنها كُتبت على السطح الأبيض الخارجي للبايتولا، وهو أمر نادر الحدوث. الرسالة، التي تحمل الرقم 1236، لا تزال محل دراسة، خاصة الرموز المنفصلة التي ظهرت فيها (Д، ЖЕ، ЖЖ).
الأهمية الثقافية للاكتشافات الأثرية
يأتي هذا الاكتشاف ضمن سلسلة من الرسائل التي تم العثور عليها في ذات الموقع. حيث تم اكتشاف الرسالة الأولى في نهاية يونيو الماضي، والتي تضمنت إشارة إلى وحدات نقدية تُعرف بـ”غريفنا”. كما تم العثور داخل المبنى الخشبي رقم 47 في الموقع على رسالة أخرى، مما يبرز الأهمية الثقافية للحياة اليومية في تلك الفترة. هذا المبنى، الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثاني عشر، يحتوي على أكثر من 600 قطعة أثرية، تتضمن الكثير من المجوهرات النسائية، مما يضفي مزيداً من الضوء على أسلوب حياة سكان نوفغورود في العصور الوسطى.
دلالات على التعليم النسائي في العصور الوسطى
تُظهر هذه الاكتشافات أن النساء في تلك الحقبة لم يكن فقط ربات بيوت، بل كن أيضاً متعلمات ومشاركات بنشاط في المجتمع. الرسائل المكتوبة تضيف بعداً تاريخياً حول التعليم والحقوق وعن الأدوار التي لعبتها النساء في تلك المجتمعات، مما يعكس تحولاً مهماً في فهمنا لتاريخ التعليم والمشاركة النسائية.
يواصل علماء الآثار العمل في هذا الموقع، ويبدو أن هناك المزيد من المفاجآت في انتظارهم. مع كل اكتشاف جديد، يتم إعادة كتابة جزء من تاريخ نوفغورود والعصور الوسطى في روسيا.
المصدر: وكالات