الأمم المتحدة تحذر من تفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع انتشار الجوع وطوابير الطعام المتزايدة

منذ 3 ساعات
الأمم المتحدة تحذر من تفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع انتشار الجوع وطوابير الطعام المتزايدة

الأزمة الإنسانية في غزة: جوع يهدد حياة الآلاف

تعاني مناطق واسعة من مدينة غزة، خصوصاً في الجهة الغربية، من أزمة إنسانية خانقة تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم. ومع استمرار النزاع، تتزايد معاناة مئات الآلاف من النازحين الذين يجدون أنفسهم في طوابير طويلة أمام المطابخ المجتمعية، حيث لا يحصلون على أكثر من حساء العدس، وفقاً لما ورد في بيان صادر عن الأمم المتحدة.

مشاهد مأساوية تحت الشمس الحارقة

في غرب المدينة، تتكدس العائلات النازحة تحت أشعة الشمس الحارقة، تنتظر بقلق الحصول على وجبة من حساء العدس، التي أصبحت طعامهم الوحيد وسط ظروف حياتية قاسية. المشهد يعكس عمق المأساة، حيث تحولت مراكز الطهي إلى آخر أمل للعديد من السكان الذين تبحث أمعاؤهم عن الطعام.

أصوات المنكوبين

في لفتة تعبر عن الألم، يتحدث المسن زياد الغريز عن معاناته: “لم أذق الخبز منذ عشرة أيام”، مؤكداً أن الطعام أصبح شيئاً من الماضي، والطحين بات حلماً بعيد المنال. بينما يصف الشاب محمد نايفة الوضع بقوله: “نحن نحترق تحت الشمس أو نداس بالأقدام؛ الجوع يقتلنا”.

أيضاً، تقول أم محمد، النازحة من حي الشجاعية: “نعود خالين الوفاض، إما محترقين تحت الشمس أو مدعوسين من الزحام، لا أحد يسمعنا”. ويؤكد حسام القماري قائلاً: “أقف منذ الصباح مع وعاء في يدي لإطعام أطفالي، ولم نأكل شيئاً بعد”.

أطفال غزة: ضحايا الأزمة الإنسانية

وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يواجه طفل من كل خمسة أطفال في غزة سوء التغذية، مع تزايد في الحالات بشكل يومي. ويشير تقرير الوكالة إلى مشهد مؤلم لطفلة صغيرة تنتظر بعيون جائعة خلف سياج حديدي، مما يسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي يتحملها الأطفال في هذه الأزمة.

تحذيرات من خطر المجاعة

يحذر التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي من أن غزة تواجه خطر المجاعة بشكل كبير، حيث وصل استهلاك الغذاء وسوء التغذية إلى أسوأ مستوياته منذ بداية النزاع. وبحسب برنامج الأغذية العالمي و”اليونيسف”، فإن الوقت ينفد لتقديم استجابة إنسانية شاملة.

دعوات للإنقاذ قبل فوات الأوان

وفي هذا السياق، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن “هذا ليس تحذيراً بل واقع يتكشف أمام أعيننا”. داعياً إلى ضرورة تسريع تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في غزة بشكل طارئ، مشيراً إلى الحاجة الملحة لتوفير الغذاء والماء والدواء والوقود.

يواصل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة التأكيد على الرغم من وجود “فترات تهدئة تكتيكية”، إلا أن الضحايا ما زالوا يسقطون بين من يسعون للحصول على المساعدات. لا تزال الأمهات تكافح لإنقاذ أطفالهن من براثن الجوع، في مشهد يستدعي ضمير المجتمع الدولي للتحرك قبل فوات الأوان.


شارك