تسلسل العناصر الغذائية ودوره الحيوي في إدارة مشكلات السكري

منذ 7 ساعات
تسلسل العناصر الغذائية ودوره الحيوي في إدارة مشكلات السكري

تسلسل العناصر الغذائية: خطوة نحو تحسين الصحة

في الآونة الأخيرة، أصبح تسلسل العناصر الغذائية اتجاهاً شائعاً بين العديد من الأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على قوام مثالي. يتزايد الاهتمام بهذا النهج الصحي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يبحث الناس عن طرق فعالة للتخلص من الدهون والوزن الزائد.

فكرة تسلسل تناول الطعام

تتمثل الفكرة الأساسية لهذا الاتجاه في تناول الطعام وفق ترتيب محدد. يبدأ الشخص بتناول الخضروات، يليها البروتينات والدهون، وأخيراً الكربوهيدرات. يهدف هذا التسلسل إلى تقليل ارتفاع مستويات سكر الدم بعد الوجبات، مما قد يساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويحد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

أدلة علمية محدودة ولكن واعدة

رغم التوجه المتزايد نحو هذه الفكرة، يؤكد الخبراء أن الأدلة العلمية المتعلقة بتأثير تسلسل الطعام لا تزال محدودة، لكنها تبشر بالخير. وفقاً لمقال في صحيفة “ذا نيويورك تايمز”، تستند الدراسات المتاحة حول تسلسل الوجبات إلى أبحاث صغيرة لكنها متسقة في النتائج، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو ما قبل السكري.

دراسات علمية تدعم تسلسل الوجبات

في مراجعة علمية صدرت عام 2023، شملت 11 دراسة، توصل الباحثون إلى أن تناول الكربوهيدرات في نهاية الوجبة أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات سكر الدم مقارنة بتناولها في البداية. وفي دراسة أخرى أجريت عام 2019، خضع 15 شخصاً مصاباً بما قبل السكري لتجربة تناول وجبة واحدة بترتيبات مختلفة. وأظهرت النتائج أن تناول الدجاج والسلطة قبل الخبز ساعد في تقليل ارتفاع مستويات السكر بعد الوجبة بنسبة حوالي 46%.

الفوائد وأهمية التسلسل الصحي

يعتقد العلماء أن السبب وراء فعالية تسلسل تناول الطعام هو أن الدهون والألياف والبروتينات تعمل على إبطاء إفراغ المعدة وتقليل سرعة امتصاص السكريات في مجرى الدم. وقد أشار خبراء، بما في ذلك مختصون من جمعية السكري الأمريكية، إلى أن هذه الطريقة يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص المصابين بداء السكري أو ما قبل السكري، حيث تشير الدراسات الأولية إلى أن تأثيرها قد يكون مشابهاً لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج السكري.

تأثير التسلسل على الأشخاص الأصحاء

أما بالنسبة للأشخاص الأصحاء، فلا يوجد حاجة ملحة للقلق بشأن ترتيب تناول الطعام بشكل مفرط، حيث أن الجسم يمتلك القدرة على ضبط مستويات السكر بعد الوجبات بشكل طبيعي. ومع ذلك، قد يساعد تناول الخضروات أو البروتين أولاً في زيادة الشعور بالشبع، حيث تهضم هذه الأطعمة ببطء أكبر، مما قد يعزز مستويات هرمون الشبع GLP-1، على الرغم من أنه أقل تأثيراً بكثير من العلاجات المستخدمة لفقدان الوزن.

في الختام، يعد تسلسل تناول العناصر الغذائية موضوعاً مثيراً للاهتمام يستحق المزيد من البحث والدراسة، خاصةً مع ازدياد الوعي بالصحة العامة وطرق التحكم في الوزن.


شارك