دراسة تكشف عن أزمة إمدادات شرائح الذاكرة نتيجة توسع الذكاء الاصطناعي
أزمة شرائح الذاكرة تؤثر على قطاع التكنولوجيا والاقتصاد العالمي
تشير دراسة حديثة إلى أن النقص الحاد في شرائح الذاكرة على مستوى العالم قد يؤدي إلى صراع بين شركات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الاستهلاكية من أجل تلبية الطلب المتزايد على هذه المكونات الأساسية. هذه الأزمة باتت تؤثر بشكل ملحوظ على الأسعار والإنتاج في قطاع التكنولوجيا.
تأثيرات النقص في شرائح الذاكرة على صناعة التكنولوجيا
وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة جرايهاوند للأبحاث التكنولوجية العالمية، فإن التطورات السريعة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد أدت إلى ارتفاع كبير في الطلب على شرائح الذاكرة يتجاوز القدرة الإنتاجية للمصانع. وهذا يشمل جميع أنواع شرائح الذاكرة، بدءًا من شرائح الوميض المستخدمة في الهواتف الذكية أقراص التخزين، وصولاً إلى ذاكرة النطاق الترددي العالي الحيوية لمعالجات الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات.
تأثيرات اقتصادية سلبية محتملة
تحذر الدراسة من أن استمرار هذا النقص قد يؤدي إلى إبطاء مكاسب الإنتاجية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يؤثر سلبًا على مشاريع البنية التحتية الرقمية التي قد تصل تكلفتها إلى مئات المليارات من الدولارات. كما قد يسهم هذا النقص في زيادة معدلات التضخم في وقت تعاني فيه بعض الاقتصادات من ضغوط لاحتواء ارتفاع الأسعار.
مخزونات الموردين تتناقص بشكل مقلق
تشير الدراسة أيضًا إلى تدهور مخزون موردي الذاكرة الديناميكية العشوائية، الذي انخفض إلى مستوى يتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع فقط في أكتوبر، وهو ما يعد تراجعًا كبيرًا مقارنة بالفترات السابقة. يتزايد القلق بين المستثمرين حيال الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يثير التساؤلات حول احتمال تكون فقاعة في هذا السوق.
استجابة الشركات العالمية للأزمة
في ضوء هذه الأزمة، أعلنت شركة “سامسونج” في وقت سابق عن نيتها وقف إنتاج بعض شرائح الذاكرة، لكنها عادت عن القرار. من جهة أخرى، بدأت الشركات الصينية في تخزين كميات كبيرة من هذه الشرائح، وتحولت أساليب التسعير من شهري إلى يومي. كما شهدت سوق قطع الحواسيب المستعملة انتعاشًا ملحوظًا، وزادت مبيعات الشركات الأمريكية المتخصصة في إعادة تدوير شرائح الخوادم القديمة بشكل كبير.
توقعات أسعار شرائح الذاكرة في المستقبل
تتوقع شركة “كاونتر بوينت” للأبحاث زيادة أسعار شرائح الذاكرة المتقدمة والتقليدية بنسبة تصل إلى 30% حتى نهاية العام، مع زيادات قد تصل إلى 20% إضافية في بداية عام 2026. كما تحذر شركات مثل “ريلمي” و”شاومي” من احتمالية زيادة أسعار الهواتف الذكية بنسبة قد تصل إلى 30% بسبب هذه الأزمة.
يشار إلى أن الخبراء يتوقعون أن تستمر أزمة نقص شرائح الذاكرة حتى عام 2027–2028، إذ من غير المرجح بدء العمل بالطاقة الإنتاجية الجديدة قبل ذلك.
المصدر: أ ش أ