أسبوع مضطرب يهز سوق العملات الرقمية ويمحو أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها

شهد سوق العملات الرقمية أسبوعًا مضطربًا، مُتكبدًا خسائر غير مسبوقة. انخفضت أسعار الأصول الرقمية الرئيسية بشكل حاد في موجة بيع مفاجئة، أطاحت بكامل قيمتها السوقية التي تجاوزت 300 مليار دولار. أثار هذا قلقًا بالغًا بين المستثمرين، وسلط الضوء على مخاطر تقلبات القطاع.
أظهرت بيانات من CoinMarketCap أن عملة البيتكوين هبطت إلى 109,563.51 دولار خلال التداولات يوم السبت، وهو ما يمثل انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 5.35٪ ويخفض قيمتها السوقية إلى 2.18 تريليون دولار.
كما تكبدت عملة الإيثريوم خسائر أكبر، حيث انخفضت إلى 4,018.24 دولارًا أمريكيًا، بانخفاض يقارب 10.25% خلال أسبوع. وتقلصت قيمتها السوقية إلى 485 مليار دولار أمريكي، وانخفض حجم تداولها اليومي إلى حوالي 41.67 مليار دولار أمريكي.
انخفضت عملة الريبل (XRP) إلى 2.79 دولار، بخسارة أسبوعية بلغت 7.10%، ليصل رأسمالها السوقي إلى 167 مليار دولار وحجم تداولها اليومي المقدر بنحو 6.89 مليار دولار.
وبحسب بيانات CoinGlass، انخفض مؤشر “الخوف والجشع” إلى 29 نقطة بعد أن خسر 16 نقطة في يوم واحد، ليقترب من منطقة “الخوف الشديد”، مما يعكس تراجع ثقة المستثمرين وموجة متزايدة من الحذر.
وعزا الخبراء هذه الخسائر إلى قوة الدولار الأميركي، وتزايد المخاوف التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا، وتصفية مراكز طويلة الأجل بالرافعة المالية بقيمة تزيد على 1.7 مليار دولار.
أدى التباطؤ الأخير إلى بيع عشوائي وتصفية واسعة النطاق للمراكز المالية ذات الرافعة المالية في وقت أصبحت فيه الأصول الرقمية حساسة بشكل متزايد للمؤشرات الاقتصادية العالمية.
كانت العملات المشفرة تعتبر في السابق ملاذًا آمنًا، لكنها الآن تعتبر استثمارات محفوفة بالمخاطر تتأثر بسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، وقرارات أسعار الفائدة، وبيانات التضخم.
وتكبدت شركات كبيرة مثل مايكروستراتيجي وبعض البورصات الرائدة خسائر كبيرة، في حين استفادت الشركات العاملة في قطاعات الأمن والامتثال ومنتجات الاستثمار المنظمة من تحول المستثمرين إلى أدوات أكثر أمانًا.
ويعتقد المحللون أن الانخفاضات المتكررة تعكس تغييراً هيكلياً عميقاً حيث أصبحت العملات المشفرة مرتبطة بشكل متزايد بالاقتصاد العالمي وأكثر عرضة للتقلبات الحادة.
وتعزز هذه التطورات أيضًا الدعوات إلى فرض قوانين تنظيمية أكثر صرامة، خاصة في ضوء المقترحات التشريعية الأمريكية التي صدرت في أغسطس/آب الماضي لتقديم رقابة أكثر شمولاً على الأصول الرقمية ومنصات التمويل اللامركزية.
ويتوقع الخبراء أن تشهد السوق فترة من التقلبات والتوحيد، مع التركيز على بيانات التضخم وقرارات أسعار الفائدة وسياسة التجارة العالمية.
على المدى البعيد، قد تدفع هذه الأزمات القطاع إلى اعتماد نماذج أعمال أكثر أمانًا وتحسين الامتثال التنظيمي. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق لتبني مؤسسي أوسع، وإن كان في بيئة أكثر مركزية مما كانت عليه في بدايات العملات المشفرة.
المصدر: أ.ش.أ.