فيلم “عايش تحت الأرض” يشارك فى مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط
يشارك الفيلم الوثائقي “العيش تحت الأرض” للمخرج محمد عصام عبد الرازق في الدورة الحادية والأربعين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. يروي الفيلم قصة إنسانية مختلفة من خلال بطله لطفي، الذي عاش تحت الأرض في قلب القاهرة ثماني سنوات قبل أن يستيقظ فجأةً برغبة ملحة في بدء حياة جديدة في العالم الخارجي. تطرح القصة سؤالاً جوهرياً: هل يستطيع الإنسان كسر العزلة التي خلقها لنفسه والعودة إلى النور؟
الفيلم منسوج بخيوط رمزية عميقة. حياة لطفي تحت الأرض ليست مجرد مكان مغلق ومظلم، بل هي تعبير عن حالة نفسية من العزلة والانطواء، هروب من صخب المدينة وضغوطها. في لحظة التغيير، يواجه صراعًا داخليًا بين الخوف من المجهول والرغبة في إعادة معنى الحياة.
اعتمد المخرج لغة بصرية قوية لتحقيق رؤيته، وتولى بنفسه كتابة السيناريو والإخراج والتصوير، مبتكرًا تماسكًا أسلوبيًا داخل الفيلم. وقد خلق مونتاج أحمد الطرابلسي إيقاعًا متصاعدًا يعكس الانتقال من فترة الركود الطويلة تحت الأرض إلى لحظة القرار الحاسمة.
من الناحية الفنية، أضافت براعة محمود التوني بُعدًا بصريًا يعكس الظلام والعزلة في مواجهة الضوء الساطع، بينما عزّزت مكساجات إسماعيل سعيد الصوتية الشعور بالاختناق أو الانفتاح حسب تطور الشخصية. كما عمّقت موسيقى مرام الصباغ الجو النفسي، فكانت بمثابة جسر بين عالم البطل الداخلي وعالمه الخارجي الذي يسعى إليه.
الملصق، الذي صممه محمد عبد السلام، بخط رنا الشربيني، وصورة التقطها المخرج بنفسه، يُجسّد جوهر الفيلم ببراعة: صراع بين الظلام والنور، بين العزلة والرغبة في الحرية. الفيلم تجربة سينمائية مؤثرة عن عزلة الإنسان وصراعه الداخلي، وكيف يُمكن للحظة بصيرية مفاجئة أن تُغيّر مسار حياة قضاها في الظل لسنوات طويلة. المصدر: أ.ش.أ.
