مفتي الجمهورية يؤكد أن الوسطية الإسلامية تحقق التوازن المثالي في شتى مجالات الحياة

الوسطية في الإسلام: مفهوم شامل للتسامح والتعايش
أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، على أهمية الوسطية في الإسلام خلال محاضرة له في جامعة الأمير سونغكلا في تايلاند، حيث أشار إلى أن اعتدال الدين يتجلى في معاني عديدة تعزز العلاقة بين الفرد وخالقه، وأيضاً بين الناس وبعضهم البعض، بالإضافة إلى العلاقة مع البيئة والمخلوقات الأخرى.
التوازن في العبادة
شدد فضيلة المفتي على أهمية الوسطية في العبادة، حيث يُظهر الإسلام منهاجاً يبتعد عن الغلو والتشدّد. فالعبادات تتسم بالتيسير، وقد وضع الله سبحانه وتعالى أركان الإسلام بطريقة تتيح للجميع ممارسة شعائرهم دون مشقة. كما نبه إلى ضرورة عدم الغلو في الدين، فالإسلام جاء ليجنب أتباعه ما يضرهم، ويدعو إلى اليُسر في جميع الأحوال.
الوسطية في التعامل مع الآخرين
الوسطيّة تتطلب احترام حرية الآخرين، بما في ذلك حرية العقيدة. فالإسلام يدعو إلى التسامح والاحترام المتبادل بين جميع الأديان، ويؤكد على ضرورة بناء علاقات قائمة على العدل حتى مع المخالفين، مما يسهم في خلق بيئة من السلم والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات.
الوسطية في الدعوة
أوضح المفتي أن الدعوة في الإسلام يجب أن تتسم بالحداثة والاعتدال، حيث ينبغي أن تشمل جميع الفئات دون تمييز. الدعوة ليست قاصرة على جنس أو عرق معين، بل تهدف إلى هداية جميع البشر، وهذا يتطلب استخدام الحكمة والموعظة الحسنة.
العدالة والمساواة
الإسلام يدعو أيضاً إلى المساواة بين البشر، حيث يشير إلى أهمية العدالة في الحقوق والواجبات. فالفرد يُقيَّم بحسب أعماله وليس بناءً على عرقه أو دينه. وبذلك، تتحقق العدالة الاجتماعية في المجتمع وتُحفظ كرامة الإنسان.
تأثير الثقافة الإسلامية العالمية
خلال حديثه، استشهد فضيلة المفتي بتجارب تاريخية حول كيف أثرت الحضارة الإسلامية في إرساء مبادئ التسامح والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات. فقد كانت هناك مكانة متميزة لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي، مما يعكس القيم السمحة للدين.
الالتزام بالقضية الفلسطينية
في ختام محاضرته، أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد على أن القضية الفلسطينية ستبقى في صميم اهتمام العرب والمسلمين. وشدد على أن دعم حقوق الفلسطينيين حق مكفول دينيًا وأخلاقيًا، ويعكس مبادئ العدل التي ينادي بها الإسلام.
دور دار الإفتاء المصرية
تأتي زيارة فضيلة المفتي إلى تايلاند في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والعالم الإسلامي، وتسليط الضوء على أهمية نشر قيم الإسلام السمحة وتفعيل التعاون بين المؤسسات الدينية والأكاديمية العالمية.