من الهواية إلى الاحتراف.. رياضة البادل تأسر قلوب المصريين بسرعة متزايدة

رغم مرور ثلاث سنوات فقط على تأسيس الاتحاد المصري للبادل، إلا أن اللاعبين والمدربين يؤكدون أن اللعبة تنتشر بسرعة في مصر، مع تزايد الطلب على اللعبة والاستثمار في بناء ملاعب خاصة.
تأسس الاتحاد المصري للبادل عام ٢٠٢٢، ويضم فرقًا في حوالي ٥٠٠ نادٍ في جميع أنحاء مصر. كما يُدير الاتحاد ١٥٠٠ ملعب بادل في مصر.
تُلعب البادل على ملعب زجاجي، أصغر من ملعب التنس التقليدي. ظهرت لأول مرة في المكسيك عام ١٩٦٩، ثم انتشرت إلى بقية أنحاء أمريكا اللاتينية وأوروبا. وفي السنوات الأخيرة، انتشرت أيضًا إلى المنطقة العربية.
وجد الشاب المصري أحمد فاضل فرصة استثمارية في هذه الرياضة بإنشاء مركز يجذب الكثيرين لممارسة رياضتهم المفضلة. ويشير إلى أن تكلفة بناء ملعب للبادل ستتراوح بين 600 ألف و700 ألف جنيه مصري، أي ما يعادل حوالي 13 ألفًا و14 ألف دولار أمريكي.
قال فاضل لصحيفة «العشق الأوسط»: «ازداد الإقبال على اللعبة بشكل كبير، ولم تعد تقتصر على فئة معينة، بل تشمل جميع الفئات والأعمار: شباب وشابات، رجال ونساء. وفي العامين الماضيين، لاقت اللعبة شعبية كبيرة في مصر».
يمكن تركيب ملعب البادل في أي مكان. ليس بالضرورة أن يكون داخل نادٍ أو في منطقة مغلقة. يمكن تركيبه داخل مركز تسوق، أو على ممشى، أو في أي منطقة عادية، كما أضاف فاضل.
قال اللاعب محمد حسين: “ألعب البادل منذ عامين. في أول مرة لعبت فيها، دعاني صديق. لم أكن أعرف حتى ما هو البادل آنذاك. ذهبت معه واكتشفته، وأحببته منذ ذلك الحين.”
قال اللاعب مدحت بهاء أيضًا إن البادل “لعبة سهلة، وأعتقد أنها ستنتشر أكثر بفضل ملاعب البادل المنتشرة في كل مكان”. وأضاف: “تتطلب كرة القدم لياقة بدنية عالية جدًا، تمامًا مثل التنس، لكن البادل يمكن لأي شخص لعبه”.
قال مدرب البادل، مصطفى ربيع: “بغض النظر عن مستوى اللاعب أو عمره، أُحدد احتياجاته أولاً. أعرف مدى حبه لهذه الرياضة وما هي إمكاناته. إذا كان طفلاً، نُهيئه ليكون بطلاً ونضمن عدم تعرضه لأي مشاكل صحية. نبدأ التدريب بناءً على احتياجات اللاعب”.
قال أحمد الغتوري، رئيس ومؤسس الاتحاد المصري للبادل، في مقابلة مع صحيفة «العشق الأوسط»: «تشهد رياضة البادل نموًا غير مسبوق في مصر. أصبحت ملاعب البادل متاحة في كل مكان، سواء على مستوى الهواة أو المحترفين».
وأضاف الغتوري: “مصر الآن بطلة العرب في البادل، وأصبحت مؤخرًا من أهم الدول في هذه الرياضة عالميًا. وهذا يدل على أن مصر أصبحت من أفضل 10 دول في العالم في هذه الرياضة، وفقًا لتقرير نشره الاتحاد الدولي للبادل”.
قال رئيس الاتحاد المصري للبادل: “هناك العديد من المؤشرات التي تثبت ذلك، مثل عدد الملاعب. تحتل مصر المرتبة العاشرة عالميًا من حيث عدد الملاعب والسادسة من حيث عدد اللاعبين الدوليين. مصر هي البطلة العربية، وأصبحت مصر لاعبًا رئيسيًا في رياضة البادل”.
وأضاف غاتوري: “ما زلنا نطمح إلى المزيد على المستوى الاحترافي. لقد شهدنا نموًا ملحوظًا في اللعبة على مستوى الهواة والمجتمعات المحلية، ويعود ذلك إلى عوامل متعددة، منها سهولة اللعب وملاءمتها لجميع الأعمار”.
أكد رئيس الاتحاد المصري للبادل أن هذه الرياضة “أصبحت استثمارًا، وخاصةً للشباب”. وأضاف: “قد لا يكون استثمارًا كبيرًا، لكن عائده ممتاز. وبالمقارنة مع الرياضات الأخرى، نجد أن البادل يُحقق أعلى دخل للمتر المربع”.
وفقًا لتقرير البادل العالمي لعام ٢٠٢٤ الصادر عن الاتحاد الدولي للبادل، تحتل مصر المرتبة الحادية عشرة عالميًا والأولى عربيًا، حيث تضم حوالي ١٥٠٠ ملعب. أما الإمارات العربية المتحدة، فتحتل المرتبة الخامسة عشرة عالميًا والثانية عربيًا، حيث تضم حوالي ٨٥٠ ملعبًا لهذه الرياضة.