الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية خانقة في غزة والجوع يهدد حياة السكان وسط طوابير الطعام

كارثة إنسانية في غزة: مئات الآلاف يواجهون أزمة جوع خانقة
تعيش مدينة غزة، وخاصة المناطق الغربية منها، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني مئات الآلاف من النازحين من أزمة جوع حادة. بحسب بيان للأمم المتحدة، يقضي الناس ساعات طويلة في طوابير أمام المطابخ المجتمعية التي لا تقدم سوى حساء العدس، ليصبح هذا الحساء الوجبة الوحيدة المتاحة للكثير.
طوابير الجوع تحت الشمس الحارقة
تظهر مشاهد مأساوية في غرب مدينة غزة، حيث تتجمع آلاف العائلات النازحة في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، تنتظر نصيبها من حساء العدس. ومع تزايد الأعداد، أصبح التوزيع في هذه المراكز المجتمعية آخر أمل للعديد من النازحين.
شهادات مؤلمة من النازحين
قال زياد الغريز، وهو مسن نازح من غزة، “أعيش على حساء العدس منذ عشرة أيام، لقد فقدت القدرة على الحصول على الخبز.” وتأثر محمد نايفة، شاب فلسطيني، حينما أضاف: “نحن نحترق تحت الشمس أو نُداس بالأقدام، والمأكل غير متوفر.” بينما تروي أم محمد من حي الشجاعية، كيف تعود إلى منزلها “خالياً، إما محترقة تحت الشمس أو تحت الأقدام في الطوابير.”
ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال
تشير الأرقام الصادرة عن وكالة الأونروا إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال في غزة يعاني من سوء التغذية، مع تزايد الأرقام بشكل يومي. وتصف تقارير الوكالة مشهداً مروّعاً لطفلة صغيرة تحمل وعاءً فارغاً، تتأمل بعيون مليئة بالأمل للحصول على حساء، مما يعكس عمق المأساة التي يواجهها الأطفال في هذا النزاع.
تحذيرات من المجاعة وانهيار المساعدات الإنسانية
وفقًا لتقارير برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، حذرت الجهات المعنية من خطر المجاعة الشديد الذي يهدد سكان غزة. وقد أوضحت تحذيرات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أن مؤشرات استهلاك الغذاء وسوء التغذية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية النزاع. وجاء في البيان أن “الوقت ينفد”، مما يتطلب استجابة إنسانية شاملة وفورية.
نداء الأمم المتحدة لإنهاء الكابوس
في ختام بياناته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الوضع الراهن لا يعد تحذيراً، بل حقيقة مؤلمة. يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف لتحويل هذا النقص الشديد في المعونات إلى تدفق متواصل من الغذاء والماء والدواء. وأشار إلى أن الجهود المبذولة لتقديم المساعدات ما زالت “بعيدة عن الحد الأدنى المقبول”، في وقت تُحارب فيه الأمهات لإنقاذ أطفالهن من براثن الجوع، بينما يُساق الناس بشكل عشوائي إلى الحصول على أي مساعدة ممكنة.