العمر ليس عائقاً محمد الحوفي أكبر طالب في ثانوية الإسكندرية يتحدى الأربعين ويحقق حلمه في دراسة الحقوق ليكون صوتاً للظالمين

محمد الحوفي: أكبر طالب ثانوية عامة بالإسكندرية يتحدى الزمن
في محافظة الإسكندرية، يبرز اسم محمد الحوفي كأكبر طالب ثانوية عامة، حيث تجاوز الأربعين من عمره ولم يُثنه الزمن عن تحقيق طموحاته. يمثل الحوفي مثالًا حيًا للإصرار والتحدي، مؤمنًا بأن التعليم لا يرتبط بالعمر وأن الهمة القوية قادرة على تحويل الأحلام إلى واقع.
رحلة التعليم المتأخرة
بدأت قصة الحوفي في عام 2002 عندما توقف عن متابعة تعليمه، بعد أن كان لديه حلم كبير في الالتحاق بكلية السياحة والفنادق. ورغم حصوله على دبلوم فني في السياحة، حالت ظروفه العملية والسفر دون استكمال دراسته، مما أوجد له شعورًا بالحرمان أثّر عليه لفترة طويلة. ومع مرور الوقت، استعاد الشغف بالتعلم من خلال القراءة، التي كانت طوق نجاة له في عتمة ماضيه.
قرار العودة للدراسة
انتظرت الحياة حتى أكتشف الحوفي إمكانية الالتحاق بالثانوية العامة بنظام المنازل للأشخاص فوق سن الأربعين. وفي لحظة فاصلة، توجه إلى مدرسة طارق بن زياد لتقديم طلبه، متجاوزًا ضيق الوقت وجميع العقبات التي واجهته.
التحديات اليومية
على الرغم من التحديات اليومية كمعيل لأسرة، نجح الحوفي في تنظيم وقته للدراسة، حيث اعتمد على المقاهي التي تحتوي على شبكة الواي فاي لتحميل الدروس التعليمية. كما قام باستغلال الكتب المستعملة المتاحة في سوق محطة مصر لعزيمة على التعلم وتجديد طموحاته.
الأمل والتحدي الشخصي
لا يتوقف إصرار الحوفي عند حد الدراسة، بل تجرع أيضًا مرارة الفراق بعد انفصاله عن زوجته، حيث حُرم من رؤية ابنه. تلك التجربة القاسية كانت دافعًا له لإثبات نفسه كأب وكإنسان، مؤكدًا أن الإيمان والثقة بالنفس يمكن أن يقودا إلى النجاح، بغض النظر عن الظروف المحيطة.
إبداعات شعرية ورسالة للمجتمع
استغل الحوفي شعوره الداخلي في كتابة الشعر، وحقق حلمًا آخر بإصدار ديوانه الأول “رسالة طير سلام”، الذي تناول فيه قضايا المجتمع والمظلومين. أصبح شعره صوتًا للمهمشين، معبرًا عن معاناتهم وآمالهم.
طموحات مستقبلية
يحلم الحوفي بالالتحاق بكلية الحقوق، حيث يسعى لأن يكون صوتًا للمظلومين ويدافع عن حقوق المتضررين من قانون الأحوال الشخصية. يؤمن أن دوره في المجتمع يمتد إلى تعديل القوانين لمساعدة الأجيال القادمة.
رسالة لأولياء الأمور والطلاب
في ختام حديثه، يوجه الحوفي رسالة مؤثرة لأولياء الأمور، داعيًا إياهم لعدم الضغط على أبنائهم خلال فترة الثانوية العامة. فالتعليم يجب أن يكون محفزًا وليس ضغوطًا، مؤكداً أن الفشل ليس نهاية الطريق وأن النجاح يمكن تحقيقه في أي وقت. ويترك الحوفي كلماته كدليل على الإصرار: “طول ما في أمل، في نجاح.. وأنا خير دليل”.