الوجبات السريعة تضر الدماغ.. أول دراسة من نوعها على البشر

منذ 4 ساعات
الوجبات السريعة تضر الدماغ.. أول دراسة من نوعها على البشر

ليس هناك شك في أن التأثيرات السلبية العديدة لنظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكر المكرر على جسم الإنسان معروفة، ولكن الأبحاث حول هذا الموضوع مستمرة.

وبحسب موقع “نيو أطلس”، وجد الباحثون أن الوجبات السريعة تؤثر سلباً أيضاً على جزء معين من الدماغ.

في أول دراسة من نوعها على البشر باستخدام نظام الواقع الافتراضي، تمكن العلماء في جامعة سيدني من إثبات وجود صلة بين النظام الغذائي الغني بالدهون والسكر وضعف الملاحة المكانية والذاكرة، مؤكدين بذلك نتائج دراسات سابقة على القوارض.

وأضاف الباحثون أن 120 شابًا بالغًا خضعوا لمسح الدهون والسكريات الغذائية (DFS) حتى يتمكن الباحثون من تحديد متوسط استهلاكهم التقريبي على مدى الأشهر الـ12 الماضية. ثم استخدم المشاركون سماعة الواقع الافتراضي وعصا التحكم للتنقل عبر متاهة ثلاثية الأبعاد مع أدلة مميزة للعثور على صندوق الكنز في النهاية.

كان عليهم القيام بذلك ست مرات، وإذا تمكنوا من العثور على صندوق الكنز في أقل من أربع دقائق، فيمكنهم الانتقال إلى المحاولة التالية. إذا فاتهم هذا الموعد النهائي، فسيتم نقلهم افتراضيًا إلى موقع الصندوق حتى يتمكنوا من رؤية المعالم القريبة في المرة القادمة.

في المحاولة السابعة والأخيرة، تم إزالة صندوق الكنز وكان على المشاركين التنقل إلى جزء المتاهة الذي اعتقدوا أن الموقع السابق كان فيه.

حتى عند أخذ مؤشر كتلة الجسم والذاكرة العاملة في الاعتبار، كان أداء المشاركين الذين حصلوا على درجات أعلى في اختبار البقاء الخالي من الجوع أسوأ بشكل ملحوظ في العثور على الصندوق مقارنة بأولئك الذين استهلكوا كميات أقل من الدهون والسكر.

وعلاوة على ذلك، أشارت النتائج إلى أن النظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات – مثل النظام الغذائي الذي يستهلك عادة في العالم الغربي – يسبب نوعاً من خلل الحُصين الذي يضعف التوجه المكاني ووظيفة الذاكرة.

ومن المعروف أن الملاحة المكانية توفر معلومات وتذكيرات حول الطريق من مكان إلى آخر.

بدوره، قال الباحث دومينيك تران من جامعة سيدني إنه حتى في الأشخاص الأصحاء نسبياً مع مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، فإن سوء التغذية يمكن أن يضعف القدرات الإدراكية قبل وقت طويل من ظهور الأمراض الأيضية الأخرى.

ومع ذلك، أشارت الدراسة أيضًا إلى بعض الأخبار الجيدة: يعتقد الباحثون أن هذه الحالة يمكن عكسها بسهولة، حيث يمكن للتغييرات الغذائية أن تعمل على تحسين صحة الحُصين وبالتالي القدرة على التنقل في البيئة المحيطة، على سبيل المثال عند استكشاف مدينة جديدة أو تعلم طريقة جديدة للعودة إلى المنزل.

وتؤكد النتائج أيضًا على الأهمية العامة للنظام الغذائي الصحي لصحة الدماغ، وهو ما يصبح أكثر أهمية مع تقدم العمر وتراجع القدرات الإدراكية الطبيعية.

المصدر: وكالات


شارك