شيخ الأزهر: السلام والتفاهم والإخاء جوهر رسالتنا ونعمل على غرسها فى نفوس طلابنا

أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف منذ تأسيسه قبل أكثر من 1080 عاماً كان مسؤولاً عن تعليم الإسلام الصحيح لطلابه من جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن رسالة الأزهر تقوم على تحقيق السلام والتفاهم والإخاء. ويسعى إلى إيصال هذه الرسالة إلى الطلاب من خلال المناهج المعتدلة المقدمة، بتعليمهم الدين الصحيح، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة.
جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفداً من الكلية الملكية للدراسات الدفاعية بالمملكة المتحدة. وترأس الوفد فيليب بارهام، المدير الأول للاستشارات في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية في المملكة المتحدة.
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بوفد الكلية في مشيخة الأزهر الشريف، وأكد أن الأزهر منفتح على الجميع ويتعاون مع كافة المؤسسات الدينية في الداخل والخارج. وبدأ ذلك بالتعاون مع الكنيسة المصرية من خلال إنشاء “بيت العائلة المصرية” الذي يجمع تحت مظلته كل الكنائس المصرية والأزهر الشريف.
وأضاف أن الأزهر منفتح أيضاً على التعاون مع الكنائس الغربية. لقد قمت بزيارة كنيسة كانتربري والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي، وأبرمنا معهم العديد من اتفاقيات التعاون البناءة. وكانت وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعناها مع البابا فرنسيس الراحل عام 2019 من أهم نتائجها، إذ تقدم حلولاً فعالة لكل مشاكل عالمنا اليوم، شريطة أن يتم تطبيق المبادئ التي حددتها بشكل صحيح.
وأكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر أن الأزهر ينشر منهجه الوسطي المعتدل في العالم. درس هناك 60 ألف طالب من 110 دولة وعادوا إلى بلدانهم بعلم شرعي وإسلامي سليم، مما ساعدهم على تحقيق السلام في مجتمعاتهم ومكافحة الفكر المتطرف. وأشار إلى أن “المجموعات التي نراقبها ترتكب أعمال عنف بناء على فهم خاطئ للدين، ولا تمثل الإسلام، وهي أشبه بنوع من “البنادق للإيجار”، تعمل أحيانًا مع هذا وأحيانًا مع ذاك”.
كما أعرب فضيلة الإمام الأكبر لأعضاء الوفد عن أسفه الشديد لما يشهده العالم حالياً من فوضى وحروب وعنف وموت غير مسبوقة، مشيراً إلى أن سبب كل ذلك هو التخلي عن القيم الإنسانية. لقد أصبح العالم غابة حيث يأكل القوي الضعيف. والدليل على ذلك الجرائم الوحشية التي شهدناها في غزة خلال العام والنصف الماضيين. هذه جرائم لم نكن لنتصورها حتى في العصور الوسطى، وهي تحدث اليوم كل يوم في عالمنا أمام أعين العالم أجمع. وهذا صحيح بشكل خاص في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي، وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة التي أثبتت أن هذه الحرب لا معنى لها ولا معنى.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة بالتواجد في الأزهر الشريف، وأشادوا بالدور المهم الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب، وإرساء أسس الحوار، ونشر قيم السلام والتعايش بين جميع البشر، بغض النظر عن دينهم وثقافتهم.
المصدر: أ.ش.أ.