مفتي الجمهورية يؤكد أن الإسلام دين السلام والعدل والرحمة ويتبرأ من أفعال المتطرفين
التحديات المعقدة التي تواجه الأسرة في عصرنا الحديث
أكد فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المجتمع اليوم يعاني من مجموعة من التحديات المركبة التي تمس جوانب متعددة من الفكر والسلوك والقيم. خلال كلمته في جامعة المنوفية، أشار إلى أن هناك محاولات متزايدة تستهدف نشر مصطلحات وأفكار مغلوطة تهدف إلى إرباك الوعي العام وتحريف الثوابت الدينية.
التحديات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية
أوضح فضيلة المفتي أن هناك تحديات اجتماعية متزايدة تؤدي إلى تآكل الروابط الإنسانية وتفكيك العلاقات بين الأفراد. كما أشار إلى أن المشكلات الاقتصادية تشكل ضغطًا مباشرًا على الأسر، مما يزيد من تعقيد الوضع. وفي السياق نفسه، تتعامل المجتمعات مع تحديات تتعلق بالتكنولوجيا، حيث يتم استغلال بعض التطبيقات الرقمية لنشر أفكار رذيلة تؤثر سلبًا على القيم الأساسية. ويعد ذلك دليلاً على ضرورة تعزيز البناء العلمي والديني الرشيد لمواجهة تلك التحديات.
الأسرة كركيزة أساسية لاستقرار المجتمع
أفاد فضيلة المفتي بأن الأسرة تمثل العمود الفقري لاستقرار المجتمع، وهي المحور الذي يحمي المجتمعات من التفكك والانحلال. وقد استند في حديثه إلى آيات من القرآن الكريم توضح أهمية الأسرة في تحقيق السكينة الإنسانية. وأكد أن تعزيز دور الأسرة لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة دينية تتطلب الالتزام بالنصوص الشرعية وعصر التحولات السريعة.
الأخطار الفكرية والمفاهيم المغلوطة
شدد فضيلة المفتي على أن هناك مصطلحات رنانة تحمل في طياتها أهدافًا خبيثة تسعى لتقويض الدين والعادات. وقد أشار إلى أن الدين يمثل الطريق نحو الفهم الصحيح للحقائق والسلوكيات. كما ذكر أن هناك حملة ضد ما يُسمى بـ “حرية مطلقة” تُستخدم كذريعة لتجاوز الأعراف والتقاليد.
ضرورة التوازن بين الحرية والضوابط الاجتماعية
وفي سياق حديثه عن الحرية، أكد فضيلته أن الحرية يجب أن تُمارس في إطار يضمن احترام حقوق الآخرين، محذرًا من الفوضى التي قد تصيب المجتمع بسبب تجاوز هذه الحدود. فضلًا عن ذلك، يجب أن يُعتبر التطرف بأنواعه، سواء كان دينيًا أو فكريًا، تهديدًا للمجتمع واستقراره.
أهمية التعليم والتوعية في مواجهة التحديات
اختتم فضيلة المفتي كلمته بالتأكيد على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب توعية وتثقيفًا مستمرين، مع التأكيد على أهمية التعلم من المصادر الموثوقة. ولفت النظر إلى ضرورة تحويل القيم الدينية إلى أفعال ملموسة تضفي معنى حقيقيًا للحياة، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويُبقي المجتمع قويًا ومتماسكًا.
تكريم جهود المفتي في تعزيز الفكر المعتدل
بينما رحب الأستاذ الدكتور أحمد القاصد، رئيس جامعة المنوفية، بفضيلة المفتي، عبر عن شكره لجهوده العلمية والفكرية في التصدي للتطرف، مُقدّمًا درع الجامعة تقديرًا لعطائه المتميز في مجال العلم والدين. وقد تماشى هذا التكريم مع القيم السامية التي يسعى المجتمع لتحقيقها تحت قيادته العقلانية والرشيدة.