مطعم كوري يثير الجدل برفضه استقبال الزبائن المنفردين ويضع لافتة تناقش مفهوم الوحدة

منذ 34 دقائق
مطعم كوري يثير الجدل برفضه استقبال الزبائن المنفردين ويضع لافتة تناقش مفهوم الوحدة

أزمة الزبائن المنفردين في مطاعم كوريا الجنوبية

في ظل التطورات الاجتماعية والاقتصادية، بدأت مطاعم في مدينة يوسو بكوريا الجنوبية تتبنى سياسات مثيرة للجدل، حيث قررت منع الزبائن الذين يتناولون الطعام بمفردهم من الدخول إليها. وقد تجلى هذا الموقف في مطعم “نودلز” الذي وضع إعلانًا على بابه، يطرح فيه خيارات متعددة للزباء المنفردين، منها دفع ثمن حصتين، أو تناول حصتين، أو دعوة صديق، أو التوجه مع شريك في الزيارة القادمة. هذه السياسة تأتي في سياق واسع من نقاش حول تناول الطعام بمفردهم في البيئة الاجتماعية الكورية.

تنامي الضغوط على الأفراد المتناولين للطعام بمفردهم

تشهد كوريا الجنوبية مؤشرات متزايدة على معاناة الأفراد الذين يتناولون الطعام بمفردهم، إذ أن المطاعم، خاصة التقليدية، تسعى إلى زيادة كفاءة استخدام المساحات بسبب ارتفاع تكاليف المنتجات الغذائية والطاقة. وبالتالي، يفضل العديد من أصحاب المطاعم ملء الطاولات المخصصة لأربعة أشخاص بأربعة زبائن، مما يؤدي إلى استبعاد الزبائن المنفردين حتى في وجود أماكن شاغرة.

سلسلة الشكاوى والاستياء العام

عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعرب العديد من الأفراد عن استيائهم، مشيرين إلى أنهم قضوا فترات طويلة في الانتظار فقط ليكتشفوا أنهم غير مرحب بهم بسبب وجودهم وحدهم. وقد أبلغ آخرون أنهم تعرضوا لمواقف محرجة في مطاعم أعلنت نفاد المكونات بمجرد معرفتها بعدد الزبائن. هذه السياسات أثارت موجة من الاستنكار العام، وجعلت الناس يناقشون حقوق الفرد في الاستمتاع بتناول الطعام بحرية.

أسباب اقتصادية وراء منع الزبائن المنفردين

من جانبهم، يؤكد أصحاب المطاعم أن السماح للزبائن المنفردين يكلفهم خسائر مادية تُعزى إلى ارتفاع تكاليف الطعام والعمالة والطاقة. ويشيرون إلى أن القانون الكوري يمنحهم الحق في اختيار الزبائن بما يتناسب مع مصلحة أعمالهم. وقد أظهرت إحصائيات حديثة من صحيفة “جونغ آنغ ديلي” أن فقط حوالي 10.4% من المطاعم في البلاد تقدم وجبات مخصصة للأفراد بحلول مارس 2025.

قصص مؤلمة وتجارب شخصية

تظهر قصة فتاة شابة تعرضت للتوبيخ أثناء تناولها الطعام بمفردها، حتى بعد طلبها لحصتين، فتم طلبها بشكل غير لائق بالإسراع في تناولها لوجبتها، في واقعة تجسد مدى التوتر الذي يعاني منه الأفراد في مثل هذه المواقف. مثل هذه الحوادث تؤكد الحاجة إلى مزيد من الحوار حول المناسبات الاجتماعية وحقوق الأفراد في الاستمتاع بالوجبات بشكل مستقل.

في الختام، تعكس هذه الظاهرة المتزايدة في المطاعم الكورية الجنوبية ليس فقط التحديات الاقتصادية، ولكن أيضًا الجوانب الاجتماعية التي تتطلب اهتمامًا أكبر من المجتمع للتأكد من أن الطعام ليس بديلاً عن العلاقات الإنسانية.

المصدر: وكالات أنباء


شارك