مسيرات الدعم السريع تواصل هجومها على مطار الخرطوم لليوم الرابع على التوالي
تصاعد التوترات في السودان: مسيرات عسكرية تحلق فوق الخرطوم
لليوم الرابع على التوالي، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم عمليات تحليق مستمر للمسيرات العسكرية. هذه الأنشطة هي جزء من الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يحاول كل جانب إظهار قوته ونفوذه في ظل ظروف صعبة.
الجيش السوداني يتصدى للهجمات
في إطار التصدي لهذه التهديدات، استخدم الجيش السوداني منظومات الدفاع الجوي والمضادات الأرضية لمواجهة المسيرات التي كان من المقرر أن تستهدف مطار الخرطوم، حيث سُمع دوي المضادات دون تسجيل أي خسائر في صفوف الجيش يوم الجمعة.
ولم تقتصر العمليات على الخرطوم، بل قامت القوات المسلحة أيضًا بالتعامل بنجاح مع مسيرات أخرى حلقت في سماء مدينة الدمازين بإقليم النيل الأزرق، مما يدل على استعداد الجيش التام لمواجهة التحديات الأمنية.
معركة الفاشر: الهجوم الأشرس
في تطور آخر، تعرضت مدينة الفاشر غرباً لأحد أكبر الهجمات من قبل قوات الدعم السريع، وذلك من خلال شن هجوم من عدة محاور مستخدمة قوات ضخمة من المشاة والمدفعية. ولكن، بحسب التقارير الصادرة عن الجيش، تمكنت القوات المسلحة من الصمود ضد الهجوم الذي يحمل الرقم 266، مع تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
ووفقًا للفرقة السادسة للجيش، تمكنت القوات من القضاء على جميع العناصر التي تسللت إلى الفاشر خلال هذا الهجوم، مما يعكس قدرة الجيش على حماية المدينة والرد سريعا على أي تهديدات خارجية.
تحديات إعادة الإعمار في السودان
يعود تاريخ استهداف مطار الخرطوم إلى بداية الحرب في أبريل 2022، مما الحق أضراراً جسيمة بالمطار وتعطيل الرحلات الجوية لعدة سنوات. في محاولة لاستعادة الوضع الطبيعي، وضعت الحكومة العسكرية ترميم المطار وإعادة تشغيله كأحد أولوياتها بعد استعادة السيطرة على الخرطوم في عام 2025.
لكن، ما زالت قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (الملقب بـ “حميدتي”) تضاعف من هجماتها، مستهدفةً مناطق تحت سيطرة الجيش في الخرطوم ودارفور وكردفان. هذه التصعيدات تزيد من تعقيدات الوضع الأمني والإنساني في السودان.
التداعيات الإنسانية للأزمة المستمرة
مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث، تقدر الأمم المتحدة أن الحرب تسببت في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد أكثر من 14 مليون شخص، أي ما يعادل ثلث السكان، مما يعكس الأبعاد الإنسانية الكارثية لهذا الصراع.
بينما يستمر التوتر في التصاعد، يبقى الأمل في أن تنجح جهود السلام في إنهاء هذا الصراع المأساوي وأثره المدمر على الشعب السوداني.