مسؤول فلسطيني يكشف عن حرب إبادة ممنهجة في غزة تستهدف الهوية والإنسانية
فلسطين: وصمة عار في التاريخ المعاصر
أكد علي أبو زهري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، أن ما يواجهه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يماثل “حرب إبادة جماعية منهجية”. ويهدف هذا العدوان، بحسب ما جاء في كلمته أمام المؤتمر العام الثالث والأربعين لليونسكو في مدينة سمرقند بأوزبكستان، إلى محو الإنسانية والهوية الوطنية والثقافة الفلسطينية.
الآثار المدمرة على التعليم والبنية التحتية
وأشار أبو زهري إلى الأثر المأساوي للعدوان الإسرائيلي المستمر، والذي أسفر عن تدمير حوالي 90% من المدارس في غزة، إضافة إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طالب و786 عضوًا من الهيئات التدريسية. ولقد حُرم نحو 650 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، في ظل حال مرعبة تسود فيها الفوضى والدمار.
وفي تفاصيل مروعة أخرى، ذكر أبو زهري أن أكثر من 83% من مباني قطاع غزة دُمرت، بالإضافة إلى 77% من الطرق. وقد تضرر 226 موقعًا تراثيًا وثقافيًا، من ضمنها عدة مواقع ذات قيمة عالمية، مما يمثل خسارة فادحة للتراث الثقافي الفلسطيني.
ارتفاع عدد الضحايا والمعاناة المستمرة
كما أوضح أبو زهري أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي قد أسفر عن مقتل حوالي 70 ألف فلسطيني، بينهم نسبة مقلقة تبلغ 75% من الأطفال والنساء وكبار السن، وجُرح أكثر من 170 ألفًا، ما يمثل مأساة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.
وتحدث عن مدينة رفح، التي تحولت إلى أنقاض بعد تهجير سكانها البالغ عددهم 250 ألف نسمة، مؤكدًا أن ذلك يمثل تحديًا صارخًا لكافة القوانين الدولية والإنسانية.
التصعيد في الضفة الغربية والقدس
لم تتوقف المعاناة عند حدود غزة، حيث أشار أبو زهري إلى تصعيد خطير في سياسة التهويد بالضفة الغربية والقدس. يتجلى ذلك في محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، إلى جانب التضييق على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
التعاون مع اليونسكو وضرورة الدعم الدولي
كما قدم أبو زهري تهانيه للدكتور خالد العناني بمناسبة انتخابه مديرًا عامًا لمنظمة “اليونسكو”، معبرًا عن أمله في تعزيز التعاون الوثيق مع المنظمة في مجالات متعددة بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. ووجه شكره للمديرة العامة السابقة أودري أزولاي على جهودها في السنوات الماضية.
التمسك بالهوية وحقوق الإنسان
وفي ختام كلمته، أكد أبو زهري أن الشعب الفلسطيني، رغم كل الدمار الذي لحق به، سيبقى متمسكًا بحقوقه وقيم التعليم والثقافة والتراث، معتبرًا أن هذه الهوية لا يمكن محوها. كما شدد على ضرورة الكرامة الإنسانية، التي لا يمكن لأي عقبة أن تقهرها.