رحيل رئيس وزراء ألبانيا الأسبق فاتوس نانو يعكس عهدا من الإنجازات والتحديات

منذ 3 ساعات
رحيل رئيس وزراء ألبانيا الأسبق فاتوس نانو يعكس عهدا من الإنجازات والتحديات

توفي فاتوس نانو: أحد أبرز الشخصيات السياسية في ألبانيا

توفي يوم الجمعة فاتوس نانو، رئيس وزراء ألبانيا السابق وواحد من أبرز رموز اليسار في البلاد بعد انهيار النظام الشيوعي، عن عمر يناهز 73 عامًا. وقد أعلن رئيس الوزراء الألباني الحالي، إيدي راما، عن هذا الخبر المحزن الذي هز الساحة السياسية الألبانية.

نبذة عن حياة فاتوس نانو

وُلِد فاتوس نانو في عام 1952 في العاصمة تيرانا، وكان نجلاً لمدير سابق للتلفزيون الألباني. بدءت مسيرته المهنية كخبير اقتصادي في معهد الدراسات الماركسية اللينينية في عام 1978، وذلك خلال فترة حكم الزعيم الشيوعي أنور خوجة.

بعد ذلك، امتدت خبرته كأستاذ للاقتصاد السياسي في جامعة تيرانا خلال المرحلة التي كان فيها النظام الشيوعي مهيمنًا. ومع سقوط هذا النظام في ربيع العام 1990، انتقل نانو نحو تطبيق سياسات اقتصادية أكثر تحررًا، حيث تولى لفترة قصيرة رئاسة حكومة انتقالية.

التحولات السياسية والاقتصادية

في يونيو 1992، تم انتخاب نانو رئيسًا للحزب الاشتراكي الألباني، ليقود الحزب بعد نظام الحكم الواحد الاستبدادي، حيث عمل على تعزيز الاقتصاد الليبرالي في البلاد. ولكن على الرغم من إنجازاته، واجه نانو العديد من التحديات، فقد صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 12 عامًا في عام 1994 بتهمة اختلاس مبلغ كبير من المساعدات الإيطالية.

وفي عام 1997، تعرض الاقتصاد الألباني لانهيار غير مسبوق، وكان نانو قد حذر من المخاطر المحتملة، إلا أن الحكومة حينها لم تتخذ أي خطوات لتحسين الوضع. اندلعت الاحتجاجات الشعبية مع فوائد حالة الاستياء العامة، مما أدى إلى اندلاع الفوضى.

الانتهاء من مسيرته السياسية

في 13 مارس من نفس العام، تم فتح أبواب السجن وهرب نانو مع آلاف من السجناء الآخرين، بعد أن استفاد من عفو عام. عاد بعد ذلك إلى السياسة وتم تعيينه مرة أخرى كرئيس وزراء بين عامي 1997 و1998، ثم في فترة ولايته الثانية من 2002 إلى 2005.

وبعد سنوات من الخدمة السياسية، قرر فاتوس نانو ترك المشهد السياسي وتسليم رئاسة الحزب الاشتراكي لإيدي راما، مدونًا بذلك فصلاً مهمًا في تاريخ السياسة الألبانية.

إرث فاتوس نانو

يُعتَبَر فاتوس نانو شخصية تاريخية مؤثرة في تاريخ ألبانيا الحديث، وقد شكلت مغامراته السياسية جزءًا من التحول الذي شهدته البلاد نحو الديمقراطية. رحيله يُعتبر خسارة كبيرة للساحة السياسية وذكراه ستظل مُخلدة في عقول الشعب الألباني.


شارك