المشاط تبرز أهمية مبادرة البنك الدولي لتحفيز صناعة الأدوية واللقاحات في أفريقيا وتعزيز الأمن الصحي بالقارة

مبادرة AIM2030: رؤية تحول اقتصادي وصحي لأفريقيا

شاركت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اليوم الخميس، في “التجمع الأفريقي” لمحافظي دول قارة أفريقيا، والذي انعقد ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي لعام 2025. وقد تناول الاجتماع جهود القارة في تعزيز الخدمات الصحية وتحفيز التحول الاقتصادي، بمشاركة أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي.

التصنيع المحلي للمنتجات الصحية: خطوة نحو الاكتفاء الذاتي

خلال كلمتها، أثنت المشاط على استجابة مجموعة البنك الدولي لدعوة التجمع الأفريقي لزيادة التصنيع المحلي للمنتجات الصحية الأساسية. وأشارت إلى أن المبادرة AIM2030 تمثل استراتيجية هامة، والتي بدأت تجربتها في تسع دول أفريقية، مما يعكس الالتزام بتعزيز التجارة الداخلية في القارة وبناء نظام صحي قوي.

التحديات الصحية: الفجوات في الإنتاج والأزمة العالمية

ذكرت المشاط أن قارة أفريقيا، التي يسكنها حوالي 1.4 مليار نسمة، تتحمل 25% من عبء الأمراض على مستوى العالم، لكنها لا تنتج سوى 3% من احتياجاتها للأدوية و0.1% فقط من اللقاحات، مما يجعلها تعتمد بشكل كبير على الواردات. وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 مدى هشاشة سلاسل الإمداد العالمية وكيف أثرت على قدرة الدول الأفريقية في الوصول إلى اللقاحات والأدوية.

استثمار البنية التحتية: ضرورة ملحة للنمو

كما أكدت المشاط أن الفجوات في البنية التحتية – التي تشمل الكهرباء والنقل والمياه والخدمات الطبية – تمثل عقبات أمام قدرة القارة على الاستجابة للنمو. وأشارت إلى أن القارة تحتاج سنويًا إلى حوالي 155 مليار دولار لتلبية احتياجاتها الأساسية، مما يحتم على الدول الأفريقية اتخاذ إجراءات عاجلة.

خلق فرص العمل: دعوة للاستثمار في الأمل

أوضحت المشاط أن مبادرة AIM2030 تمثل فرصة حقيقية لتحقيق تحول في قطاع الصحة، فضلاً عن دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. على الرغم من أن سوق الأدوية في أفريقيا يُقدّر بنحو 30 مليار دولار، فإن القارة تجذب أقل من 5% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. من خلال إنشاء مراكز تصنيع إقليمية وشبكات لوجستية، يمكن للمبادرة توفير مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة.

خطوات أساسية نحو تحقيق الرؤية

لتحقيق هذه الأهداف، دعت الوزيرة إلى ضرورة استثمار في البنية التحتية وسلاسل التبريد، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية من خلال نقل التكنولوجيا وتطوير الكفاءات البشرية. كما أشارت إلى أهمية توحيد الأطر التنظيمية عبر وكالة الأدوية الأفريقية وإصدار التراخيص المناسبة، بما يتماشى مع اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية.

آفاق مستقبلية: الأمل لعام 2030 وما بعدها

وأشادت المشاط بالدور التنسيقي لمجموعة البنك الدولي، مشيرة إلى أن بحلول عام 2030، يمكن لمبادرة AIM2030 أن تساهم في تعزيز التصنيع المحلي وأن توسع نطاق الوصول إلى الأدوية بأسعار معقولة. كما تتوقع أن تتمكن أفريقيا من إنتاج 60% من احتياجاتها من اللقاحات بحلول عام 2040، مما يعكس طموحات الاتحاد الأفريقي في تحقيق الاستقلال الصحي.

تقديرات إيجابية لمجهودات مصر

وفي سياق متصل، أثنت آنا بيردي، نائب رئيس البنك الدولي، على جهود مصر في تحقيق ابتكارات متميزة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتحول الأخضر. وأشارت إلى أن تقدم مصر في مشروعات الرياح والطاقة يعكس التزامها نحو مستقبل أكثر استدامة.

المصدر: بيان منشور على صفحة مجلس الوزراء.