الصين تعزز سيطرتها على سوق الروبوتات الصناعية العالمية بنسبة 41%

الصين تتصدر سوق الروبوتات الصناعية عالمياً
تظهر أحدث البيانات من الاتحاد الدولي للروبوتات “IFR” أن الصين قد عززت مكانتها كزعيم عالمي في سوق الروبوتات الصناعية، حيث تمتلك الآن 41% من إجمالي المخزون التشغيلي للروبوتات في العالم. في عام 2024، سجلت الصين تركيب أكثر من نصف الروبوتات الجديدة على مستوى العالم، مما يعكس اتجاهاً غير مسبوق في هذا القطاع.
رقم قياسي في تركيب الروبوتات
خلال العام 2024، أضافت الصين وحدها حوالي 295 ألف روبوت صناعي، وهو عدد يفوق ما تم تركيبه في بقية دول العالم مجتمعة. وبهذا يرتفع إجمالي عدد الروبوتات العاملة في الأراضي الصينية إلى مليوني وحدة، مما يجعلها أكثر من أربعة أضعاف عدد الروبوتات العاملة في اليابان، التي تعد الثانية عالمياً في هذا المجال.
استراتيجيات وتحديات داخلية
يمثل هذا التوسع الكبير في استخدام الروبوتات استجابة لعدد من التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني، مثل زيادة تكاليف العمالة وتراجع النمو السكاني. تسعى الحكومة الصينية إلى تحديث البنية التحتية الصناعية من خلال استراتيجيات وطنية تعزز الابتكار المحلي وتقلل من الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.
تفوق صيني مستمر في التقدم التكنولوجي
تشير التقارير إلى أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تقوم بتركيب الروبوتات بهذه الوتيرة السريعة. بينما تستمر دول متقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وألمانيا في لعب دورها كمراكز الابتكار في مجال الروبوتات، فقد أصبحت الصين المركز الأول في التشغيل والتطبيق العملي لهذه التكنولوجيا.
استثمارات حكومية ودعم محلي
لم يكن التوسع في استخدام الأتمتة الصناعية مجرد نتاج لقوى السوق، بل يرتبط أيضًا بالاستثمارات الحكومية الضخمة التي ضختها الحكومة في الشركات المصنعة للروبوتات المحلية. مبادرة “صنع في الصين 2025” هي واحدة من السياسات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز الابتكار وتحفيز الاقتصاد المحلي في هذا القطاع.
نمو الشركات المحلية
في السنوات الأخيرة، شهدت الشركات المحلية في الصين نمواً سريعاً في مجالات التصنيع والتكامل الصناعي، مما ساعد في تقليص الاعتماد على المنتجات الأجنبية. تشير البيانات الحديثة إلى أن الحصة السوقية للروبوتات المصنعة محلياً في قطاعات الإلكترونيات وصناعة السيارات والمعادن في ارتفاع مستمر.
مع هذه الديناميكيات، يتواصل صعود الصين في عالم الروبوتات الصناعية، مما يمهد الطريق لتحولات كبيرة في الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة.