دراسة: النوم أقل من 8 ساعات وراء سلوكيات المراهقين العنيفة

منذ 2 ساعات
دراسة: النوم أقل من 8 ساعات وراء سلوكيات المراهقين العنيفة

وجدت دراسة أجراها مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة الأمريكية صلة بين الحرمان من النوم والسلوك العنيف لدى المراهقين. ووفقًا لموقع “نيوز ميديكال لايف ساينس”، تستند الدراسة إلى بيانات من مسح وطني شمل أكثر من 40 ألف مراهق. ووجدت أن الأشخاص الذين ينامون أقل من الكمية الموصى بها (من ثماني إلى عشر ساعات) ليلًا هم أكثر عرضة للانخراط في سلوك عنيف.

تُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تربط بين العنف المجتمعي ومدة نوم المراهقين. وتؤكد أن النوم ليس مجرد عادة صحية فردية، بل يتأثر أيضًا بسلامة واستقرار المجتمعات التي يعيش فيها أطفالنا.

لتحديد الروابط بين العنف والنوم، قام الباحثون بتحليل بيانات من المسح الوطني لسلوك الشباب المحفوف بالمخاطر الذي أجرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها للأعوام 2019 و2021 و2023. طرح المسح على المشاركين أسئلة بما في ذلك عدد ساعات النوم التي يحصلون عليها في ليلة دراسية متوسطة، وما إذا كانوا قد شهدوا عنفًا في حيهم، وما إذا كانوا قد شاركوا في أي أنشطة عنيفة في الأيام الثلاثين الماضية.

إجمالاً، حلل الباحثون استطلاعات رأي شملت 44,161 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عامًا. أفاد أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين (77%) بعدم حصولهم على قسط كافٍ من النوم في ليلة دراسية عادية. بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، يعني هذا أقل من ثماني ساعات نوم، بينما أفاد 10% منهم بأنهم يحصلون على أربع ساعات أو أقل.

كان الأشخاص الذين أبلغوا عن اضطرابات في النوم أكثر ميلًا للإبلاغ عن تعرض أحد أفراد حيهم للعنف. وتزايد هذا الارتباط مع كل ساعة من قلة النوم. أما بالنسبة للأشخاص الذين ناموا أربع ساعات أو أقل، فقد ازداد احتمال تعرضهم للعنف ثلاثة أضعاف تقريبًا.

ارتبط قلة النوم ارتباطًا وثيقًا بارتفاع احتمالية السلوك العنيف، كحمل السلاح، والمشاجرات الجسدية، والتعرض للتهديد أو الإصابة في المدرسة، والتغيب عن المدرسة بسبب انعدام الأمن. وبالمثل، كان كلٌّ من هذه الارتباطات أقوى لدى الأفراد الذين أفادوا بأقلّ ساعات نوم (أربع ساعات أو أقل).

من المثير للدهشة أن 1.6% من المشاركين الذين أفادوا بحصولهم على أكثر من 10 ساعات نوم الموصى بها، كانوا أكثر عرضة لخطر مشاهدة العنف والانخراط فيه. أحد التفسيرات المحتملة لهذا الارتباط هو أن المراهقين الذين ينامون لفترة أطول قد يعانون من حالات صحية كامنة مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. لذا، فإن زيادة النوم ليست بالضرورة أفضل.

وقالت الدكتورة ريبيكا روبينز، الباحثة البارزة في قسم اضطرابات النوم والساعة البيولوجية في مستشفى بريغهام والنساء، إن هذه الدراسة تسلط الضوء على كيفية مساهمة قلة النوم في دورات العنف، مضيفة أن الجهود المستقبلية يجب أن تركز أيضًا على الحد من الضوضاء والوقاية من العنف الليلي لتعزيز عادات النوم الصحية في المجتمعات المتضررة بشكل غير متناسب من العنف. المصدر: وكالات


شارك