مفتي الجمهورية يكشف عن منهج القاضي في مواجهة النوازل الحديثة من خلال صور مميزة

منذ 2 ساعات
مفتي الجمهورية يكشف عن منهج القاضي في مواجهة النوازل الحديثة من خلال صور مميزة

محاضرة مفتي الجمهورية حول اجتهاد القضاة في العصر الحديث

في إطار البرنامج التدريبي الذي ينظم للوفد الماليزي من القضاة الشرعيين، ألقى فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرة قيمة بمركز الدراسات القضائية. حيث شهدت الفعالية حضور المستشار الدكتور مجدي سلامة دياب، مساعد وزير العدل لشئون المركز.

اجتهاد القاضي ومواجهة التحديات المعاصرة

تناولت المحاضرة موضوع “اجتهاد القاضي في مواجهة تحديات العصر والتعامل مع المستجدات الحادثة والنوازل المعاصرة”، حيث أكد فضيلة المفتي على أهمية هذا الموضوع واعتباره ضرورة دينية وحياتية. وقد أوضح أن الشريعة الإسلامية، كونها آخر الشرائع السماوية، تتمتع بمميزات الشمول والمرونة، مما يجعلها قادرة على مواكبة مختلف الأزمنة والأماكن.

الإطار الشرعي للاجتهاد القضائي

المفتي أشار إلى أن الدوافع للاجتهاد تأتي من تحولات العصر السريعة، وأن النصوص الشرعية محدودة بينما تتعدد الوقائع والنوازل. لذا، يتجلى دور القاضي واجتهاده في تفسير النصوص وتطبيقها على الأحداث المعاصرة مثل الحقوق المتعلقة بالجينات، جراحات التجميل، والتجارة الإلكترونية.

ضوابط الاجتهاد وأهميته

على الرغم من أهمية الاجتهاد، إلا أن فضيلته نبه إلى ضرورة امتلاك القاضي للأدوات العلمية والمنهجية اللازمة لممارسته بشكل صحيح، محذرًا من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن التساهل أو التشدد. كما تحدث عن الدور الذي يلعبه الاجتهاد في سد الفجوات التشريعية وتحقيق العدالة من خلال تطبيق روح القانون.

المنهج الأمثل في التعامل مع النوازل

شدد المعلم على أهمية الرجوع إلى النصوص الشرعية وتقديمها في المواضيع التي تفتقر للنصوص، مع ضرورة مراعاة مبادئ كالتيسير ومراعاة المصالح. أضاف المفتي أيضًا أهمية الاستفادة من خبرات المتخصصين في المجالات ذات الصلة، مثل الطب والتقنية، لضمان اتخاذ القرارات الصائبة في الحكم.

العلاقة بين العقل والنقل في الاجتهاد

اختتم فضيلة المفتي محاضرته بالتأكيد على العلاقة الوثيقة بين العقل والنقل، مشددًا على أهمية وجود التوازن بينهما. فكما قال: “العقل قائد والدين مدد”، فإن الاجتماع بينهما يمثل تجسيدًا جميلًا لما ينبغي أن تكون عليه الفقه. فالعقل بلا دين يصبح ضائعًا، والدين بلا عقل يفقد قوته.

من خلال هذه المحاضرة، يتضح أن الاجتهاد القضائي يعد أداة ضرورية لمواكبة التحديات العصرانية وتحقيق العدالة في المجتمعات، وهو ما يتطلب يقظة وعلماً من قبل القضاة لتحقيق النتائج المرجوة.


شارك