اكتشاف روسي جديد دواء لحماية رواد الفضاء من الإشعاع في الرحلات الطويلة إلى الكواكب

تجربة روسية لتطوير دواء يحمي رواد الفضاء من الإشعاع
أجرى علماء من روسيا تجربة مبتكرة تهدف إلى اختبار فعالية دواء جديد يمكن أن يوفر الحماية للإنسان من الإشعاع خلال رحلات الفضاء الطويلة بين الكواكب. وقد أتيحت الفرصة لهذا البحث خلال مهمة المركبة الفضائية «بيون-إم 2» التي أطلقت في 20 أغسطس الماضي.
الهدف من التجربة
تسعى الأكاديمية الروسية للعلوم إلى تقييم ما إذا كان لهذا الدواء القدرة على ضمان صحة رواد الفضاء خلال المهام الممتدة، وأيضاً حماية العاملين الذين قد يصلون إلى كواكب أخرى في المستقبل. تأتي هذه الأبحاث في إطار سعي العلماء لفهم تأثير الإشعاع الكوني على الكائنات الحية.
الإشعاع الكوني وتأثيره
يتعرض رواد الفضاء خلال رحلاتهم بعيدة المدى للإشعاع الكوني الذي يمكن أن يؤدي إلى تكوين أنواع ضارة من الأكسجين التفاعلي في أنسجة الجسم. هذه المواد سامة وتسبب تلفًا على المستوى الخلوي، مما يعرف بالإجهاد التأكسدي. لكن لحسن الحظ، يمتلك البشر نظام دفاعي خاص يساهم في تنظيمه جين يُعرف باسم «Nrf2».
تصميم التجربة باستخدام الفئران
في سياق التجربة، تم تعطيل جين «Nrf2» في مجموعة من الفئران بهدف دراسة أثر ذلك، بينما تم الاحتفاظ بمجموعة أخرى سليمة. وقام الباحثون أيضًا بإعطاء مجموعة ثالثة من الفئران دواء يسمى “أوميفاكسولون”، الذي يعمل على تنشيط جين «Nrf2» وتحفيز أنظمة مضادات الأكسدة في الجسم.
تفاصيل مهمة بيون-إم 2
غادرت المركبة «بيون-إم 2» من قاعدة بايكونور الفضائية، حيث حلقت في مدار مرتفع يصل إلى 370-380 كيلومترًا، حاملةً معها 75 فأرًا، بالإضافة إلى أكثر من 1500 ذبابة فاكهة، خلايا جذعية من أنواع مختلفة، ونباتات طبية. استمرت المهمة لمدة 30 يومًا، حيث أجريت خلالها أكثر من 30 تجربة علمية.
النتائج والأهمية المستقبلية
بعد عودة المركبة إلى الأرض بهبوطها في مقاطعة أورينبورج في 19 سبتمبر، يترقب العلماء النتائج التي ستسفر عنها هذه التجربة. إذا كانت فعالية الدواء مثبتة، فقد تمهد الطريق لتطوير استراتيجيات جديدة لحماية رواد الفضاء من المخاطر الصحية خلال الرحلات المكتشفة في الفضاء الخارجي.