دول الخليج تجدد موقفها الثابت من القضية الفلسطينية

جددت المجموعة الخليجية في الأمم المتحدة التأكيد على الموقف الثابت والمبدئي لدول الخليج تجاه القضية الفلسطينية، وأعربت عن قلقها إزاء التصعيد المستمر والخطير في الأرض الفلسطينية المحتلة، مما يشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، ويتطلب تحركاً فورياً وحاسماً من مجلس الأمن.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها نائب وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض عبد العزيز الجارالله باسم مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي لحفظ السلم والأمن الدوليين.
كما أعرب الجارالله عن إدانة المجموعة الشديدة لاعتداءات وانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة والقصف العشوائي والعقاب الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء والكوادر الطبية والصحفيين وعمال الإغاثة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اغتنام الفرصة التي يوفرها المؤتمر الدولي لحل القضية الفلسطينية، بهدف إعادة إطلاق العملية السياسية ودعم كافة الجهود الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا الجارالله المجتمع الدولي إلى التكاتف لإنهاء الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وشدد على أن مجلس الأمن يجب أن يتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية ويصدر قرارا ملزما يلزم قوات الاحتلال بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وجميع الممارسات التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستدام.
وأكد نائب وزير الخارجية الكويتي أهمية تطبيق كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وكذلك قرار الجمعية العامة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لضمان تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وعودة النازحين إلى ديارهم.
باسم المجموعة الخليجية، دعا الجارالله جميع الدول الأعضاء إلى الاعتراف بدولة فلسطين والعمل على انضمامها كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة. وأكد بذلك الالتزام الدولي بتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
وأكد دعم المجموعة الكامل للخطة العربية الشاملة للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، التي اعتمدتها القمم العربية الأخيرة، ودعا المجتمع الدولي إلى المشاركة الفعالة في جهود إعادة الإعمار، وبالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، لتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذها.
وأشاد بالجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها دولة قطر، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم، وزيادة وتأمين التمويل للمساعدات الإنسانية من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وأشاد الجارالله بالدور الفعال للجنة الوزارية التي ترأستها السعودية والتي تشكلت خلال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة لوقف عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووضع خطة شاملة لإعادة تأهيل وإعادة إعمار قطاع غزة.
ورحب أيضاً باجتماعات اللجنة مع عدد من الأطراف الدولية الفاعلة، بما في ذلك ممثلي فرنسا والاتحاد الأوروبي، والتصريحات التي صدرت خلال تلك الاجتماعات والتي أكدت على ضرورة وقف العدوان ودعم الشعب الفلسطيني وتنسيق المساعدات الإنسانية.
وفي ختام كلمته أكد الجارالله تضامن دول الخليج مع الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وتحقيق العدالة والحرية والكرامة وضمان حياة الأمن والسلام الدائم على أرضه.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية إطلاق حملة مساعدات عاجلة لقطاع غزة تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية الكويتية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)