سفارة الصين في القاهرة: مبادرة لتحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي

منذ 21 ساعات
سفارة الصين في القاهرة: مبادرة لتحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي

أعلنت السفارة الصينية في القاهرة عن خطة عمل لحوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، ودعت جميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير فعالة تستند إلى أهداف ومبادئ الإحسان وخدمة الشعب واحترام السيادة والتنمية والأمن والقدرة على الإدارة والعدالة والمنفعة للجميع والانفتاح والتعاون لتعزيز تطوير وحوكمة الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.

وأكدت السفارة في تقرير وزعته اليوم الأربعاء، على أهمية المشاركة الفعالة والتعاون المشترك لتسريع تطوير البنية التحتية الرقمية، واستكشاف آفاق الابتكارات العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز نشرها وتطبيقها عالميا، وإطلاق إمكاناتها الهائلة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية.

دعت بكين إلى تعزيز التطوير المبتكر للذكاء الاصطناعي، والتمسك بروح الانفتاح والمشاركة، وتشجيع البحوث الجريئة، وبناء منصات تعاون دولي متنوعة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتهيئة بيئة سياساتية مواتية للابتكار، وتعزيز تنسيق السياسات والإشراف عليها، وتسهيل التعاون التكنولوجي وتنفيذه، وإزالة العوائق التقنية. سيؤدي ذلك إلى تحقيق إنجازات ابتكارية وتطوير مستمر لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي المفتوحة، ورفع مستوى تطوير الذكاء الاصطناعي المبتكر عالميًا.

أكدت على ضرورة تحسين تطبيق الذكاء الاصطناعي في الصناعة والاستهلاك والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والتخفيف من حدة الفقر، وتوسيع نطاق استخدامه في مجالات مثل القيادة الذاتية والمدن الذكية. كما أكدت على ضرورة بناء نظام للاستخدام السليم والمتنوع للذكاء الاصطناعي، وتعزيز بناء البنى التحتية الذكية ومشاركتها، والتعاون عبر الحدود في تطبيق الذكاء الاصطناعي، وتبادل أفضل الممارسات، واستكشاف فرص تعزيز الاقتصاد الحقيقي من خلال الذكاء الاصطناعي.

أكد التقرير على أهمية تسريع بناء البنية التحتية الرقمية للطاقة النظيفة، وشبكات الجيل التالي، وقدرات الحوسبة الذكية، ومراكز البيانات؛ واستكمال أنظمة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتكاملة؛ ودفع عجلة تطوير نظام موحد لقدرات الحوسبة؛ ودعم جميع الدول، وخاصة دول الجنوب العالمي، في تطوير تقنيات وخدمات الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع ظروفها الوطنية. وهذا من شأنه مساعدة دول الجنوب العالمي على إدراك الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بفعالية، وتحقيق تنمية شاملة له.

دعت بكين إلى خلق بيئة متنوعة ومفتوحة للابتكار من خلال الاستفادة الكاملة من دور الحكومات والصناعة والأوساط الأكاديمية وغيرها من المؤسسات والآليات والمنصات لتعزيز التواصل والحوار الدولي بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجتمعات مفتوحة المصدر عبر الحدود ومنصات مفتوحة المصدر آمنة وموثوقة، وتعزيز تقاسم الموارد الرئيسية، وإزالة الحواجز أمام الابتكار التكنولوجي وتطبيقه، وتجنب تكرار الاستثمار وإهدار الموارد لضمان أن تكون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع.

وأكدت على أهمية تعزيز إنشاء أنظمة الامتثال للمصادر المفتوحة، وتحديد وتطبيق قواعد الأمن التقنية لمجتمعات المصادر المفتوحة، وتشجيع المشاركة المفتوحة لموارد التطوير مثل الوثائق التقنية ووثائق الواجهة، والعمل على إنشاء بيئة مفتوحة المصدر تضمن التوافق والتشغيل البيني بين المنتجات على طول السلسلة الصناعية بأكملها، فضلاً عن الاتصالات والشبكات، لضمان التدفق الحر للموارد التكنولوجية غير الحساسة.

أكدت على ضرورة توفير بيانات عالية الجودة والتعاون لضمان تدفقها بشكل منتظم وقانوني. كما أكدت على ضرورة استكشاف سبل إنشاء آلية عالمية لتبادل البيانات والتعاون في تطوير قاعدة بيانات عالية الجودة لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي. كما أكدت على أهمية الدفاع عن الخصوصية وأمن البيانات، وزيادة تنوع البيانات اللغوية للذكاء الاصطناعي، والقضاء على التمييز والتحيز لتعزيز بيئة الذكاء الاصطناعي وتنوع الحضارة الإنسانية وحمايتها والحفاظ عليها.

دعت الصين إلى معالجة مشاكل الطاقة والبيئة بشكل فعال من خلال تبني مفهوم “الذكاء الاصطناعي المستدام”، ودعم الجهود الرامية إلى استكشاف نماذج تطوير الذكاء الاصطناعي الموفرة للموارد والصديقة للبيئة، وتحديد معايير كفاءة الذكاء الاصطناعي بشكل مشترك، ونشر تقنيات الحوسبة الصديقة للبيئة مثل الرقائق منخفضة الطاقة والخوارزميات عالية الكفاءة، وتعزيز الحوار والتعاون في تطوير الذكاء الاصطناعي الموفر للطاقة.

دعت الصين أيضًا إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي لتمكين التحول الأخضر، ومكافحة تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي. كما دعت إلى توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات ذات الصلة، وتعزيز التعاون الدولي، وتبادل أفضل الممارسات. وأكدت الصين على أهمية تعزيز التوافق في الآراء بشأن المعايير واللوائح من خلال دعم الحوار بين هيئات التقييس في مختلف البلدان، مع التركيز على الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، والمنظمة الدولية للمعايير (ISO)، واللجنة الكهروتقنية الدولية (IEC). وفي الوقت نفسه، يجب مراعاة دور الصناعة، وتسريع صياغة وتكييف المعايير التقنية في مجالات رئيسية مثل السلامة والصناعة والأخلاق. سيساهم ذلك في بناء نظام تقييس علمي وشفاف وشامل في مجال الذكاء الاصطناعي.

أكد التقرير على أهمية القضاء على التحيز الخوارزمي، وتحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي، والوقاية من المخاطر، والأخلاقيات الاجتماعية، وتعزيز مواءمة وتكامل الأنظمة المعيارية. كما أكد على أهمية نشر الذكاء الاصطناعي أولاً في القطاع العام، وأهمية أن يضطلع القطاع العام في جميع الدول بدور قيادي وأن يكون قدوة في تطبيق الذكاء الاصطناعي وحوكمته. وأكد على ضرورة تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي الموثوق في قطاعات الخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم والنقل، وتعزيز التعاون الدولي. وفي الوقت نفسه، من الضروري إجراء تقييم دوري لأمن أنظمة الذكاء الاصطناعي مع احترام حقوق الملكية الفكرية، مثل براءات الاختراع وحقوق نشر البرمجيات.

وأكدت على ضرورة الالتزام الصارم بحماية البيانات والخصوصية، والبحث عن سبل ضمان نقل بيانات التدريب بشكل مشروع ومنظم، والتعاون لضمان الاستخدام القانوني والمفتوح للبيانات، وتحسين مستوى الإدارة العامة والخدمات العامة.

أكد التقرير على أهمية تحسين حوكمة أمن الذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك التقييم المبكر لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتطبيق تدابير وقائية محددة الأهداف، وإنشاء إطار عمل عالمي لحوكمة الأمن، واستكشاف أساليب الإدارة على مختلف المستويات والأنواع، وإنشاء نظام لتقييم واختبار مخاطر الذكاء الاصطناعي، وتحسين تبادل معلومات التهديدات، وتطوير آليات الاستجابة للطوارئ، ووضع اللمسات الأخيرة على اللوائح المتعلقة بحماية البيانات والمعلومات الشخصية، وتعزيز إدارة أمن البيانات في عمليات جمع بيانات التدريب ونمذجتها، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتطبيق معايير أمنية للتطوير.

دعت بكين إلى تعزيز التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي، ووضع هذا المجال في صميم أجندة حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية. وشجعت الدول الرائدة في هذا المجال على اتخاذ خطوات عملية، مثل التعاون في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وإنشاء مختبرات مشتركة، وبناء منصات للاعتراف المتبادل بتقييمات السلامة، وتنظيم برامج تدريبية لبناء القدرات، وتنظيم فعاليات لربط العرض والطلب في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير قواعد بيانات عالية الجودة وقواعد بيانات لغوية لدعم الدول النامية في بناء قدرات شاملة في مجال ابتكار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وحوكمته.

دعت الصين إلى إنشاء نموذج حوكمة شامل بمشاركة أصحاب المصلحة المتعددين، ودعمت إنشاء منصات حوكمة شاملة تقوم على المصلحة العامة وتشرك مختلف الكيانات، وشجعت شركات الذكاء الاصطناعي من مختلف البلدان على المشاركة في الحوار والتبادل والاستفادة من الخبرة العملية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون في ابتكار الذكاء الاصطناعي وتطبيقه، والتعاون في مجال السلامة والأخلاق في سيناريوهات محددة.


شارك