مفتي الجمهورية يؤكد أهمية الحفاظ على الماء والغذاء والطاقة كواجب شرعي ومسؤولية وطنية

دور العلماء في تعزيز الوعي البيئي: من الفتاوى إلى التنمية المستدامة
في سياق متصل بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، على أهمية ثلاثة عناصر رئيسية تمثل مقومات الحياة البشرية: الماء، الغذاء، والطاقة. خلال كلمته في الملتقى البيئي الثاني للتنمية المستدامة بجامعة بنها، أشار إلى أن هذه العناصر الأساسية هي الركائز التي لا يمكن الاستغناء عنها لبناء المجتمعات وتطور الحضارات.
الوعي البيئي: تحديات وحلول
تحت عنوان “من الندرة إلى الاستدامة: تحديات وحلول”، تناول المفتي التحديات التي تواجه الشعوب في ظل الأزمات البيئية الحالية، مشيرًا إلى معاناة بعض الدول من الفقر المائي والجفاف نتيجة ممارسات غير مستدامة ضد البيئة. وقد دعا إلى ضرورة استيعاب قيمة الموارد الطبيعية، مُعتبرًا أن حماية البيئة ليست مسؤولية جماعة دينية واحدة، بل هي واجب إنساني عام.
دور المؤسسات الدينية في القضايا البيئية
على مستوى العمل الفعلي، استعرض المفتي جهود دار الإفتاء المصرية في دعم المبادرات البيئية والاجتماعية. فقد قامت بدور محوري في إصدار فتاوى تتناول قضايا مثل تلويث المياه والإسراف في استهلاك الموارد. كما أشار إلى أهمية هذه الفتاوى في تحقيق الوعي البيئي، وتحويلها إلى مبادرات ملموسة تخدم المجتمع.
التعاون الدولي من أجل التنمية المستدامة
في إطار السعي نحو التنمية المستدامة، أفاد فضيلة المفتي بأن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تعمل على دعم قضايا البيئة من خلال مجموعة من الأنشطة وورش العمل. فقد نظمت مؤتمرات دولية شاركت فيها دول مختلفة، مما يعكس روح التعاون العالمي في مواجهة الأزمات البيئية.
توصيات لتعزيز الوعي البيئي
اختتم الملتقى بتوصيات استراتيجية تعكس التفاعل بين المؤسسة الدينية والمجتمع. من بين هذه التوصيات، العمل على إطلاق برامج توعية للحد من استهلاك الموارد، وتفعيل الفتاوى البيئية في مجالات الحياة اليومية، ودمج مفاهيم الاستدامة البيئية في النظام التعليمي. فهي جهود تهدف إلى بناء جيل واعٍ يتحمل مسؤولية المحافظة على البيئة.
التقدير للأفراد المساهمين في قضايا البيئة
وفي لفتة تقدير، قدم رئيس جامعة بنها درع الجامعة لفضيلة المفتي تقديرًا لجهوده المستمرة في تعزيز الوعي البيئي والثقافي. يأتي هذا الجهد ليعكس التكامل بين العلم والدين في معالجة القضايا المعاصرة وتحقيق حاجة المجتمع إلى الأمن البيئي المستدام.
شهد الملتقى حضور عدد كبير من الشخصيات الأكاديمية والمهتمين بالشأن البيئي، مما يوضح أهمية هذه القضية في مجتمعنا اليوم. إن استدامة الحياة تبدأ من الوعي بقيمة مواردنا وضرورة التعامل معها بحكمة.