كارثة طبيعية تضرب إثيوبيا.. العاصمة تغرق وسط فيضانات غير مسبوقة وتحذيرات من تأثيرات إقليمية قد تصل لمصر

شهدت إثيوبيا خلال الساعات الماضية كارثة طبيعية مفاجئة، حيث اجتاحت الفيضانات الغزيرة العاصمة أديس أبابا ومناطق أخرى في الجنوب، ما تسبب في غرق الأحياء، وتشريد الآلاف، وتسجيل خسائر مادية وبشرية فادحة. وتزامن ذلك مع مخاوف من تأثير الفيضانات على دول المصب في حوض النيل، لا سيما مصر والسودان، وسط تساؤلات حول جاهزية سد النهضة لمثل هذه الظروف.
غرق أديس أبابا: مشاهد مرعبة من قلب العاصمة
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق لحظات الرعب التي عاشها سكان أديس أبابا، حيث تحولت شوارع المدينة إلى أنهار جارية، وجرفت السيول السيارات والمحال التجارية، فيما ارتفع منسوب المياه إلى مستويات غير مسبوقة داخل الأحياء السكنية.
وقال شهود عيان إن أحياء كبرى مثل بولي، كازانتشيس، ومحيط المطار الدولي شهدت انهيارات جزئية للمباني، وغمرت المياه الطوابق الأرضية، بينما فشلت شبكات الصرف الصحي الضعيفة في استيعاب كميات المياه الهائلة.
جنوب إثيوبيا يصرخ.. 9 قرى تغرق وأكثر من 8000 نازح
في تطور موازٍ، أعلنت السلطات في منطقة جنوب أومو أن فيضان نهر "أومو" دمر تسع قرى بالكامل، وأجبر أكثر من 8000 شخص على الفرار من مساكنهم.
وأكدت تقارير أن الفيضانات أتت على الأراضي الزراعية والمراعي ومصادر مياه الشرب، ما يزيد من احتمالية تفشي الأمراض وتدهور الوضع الإنساني في المنطقة خلال الأيام القادمة، في ظل غياب الدعم الدولي حتى اللحظة.
الحكومة الإثيوبية تحت الضغط.. ومطالب بالتحقيق في الإهمال
أثارت الكارثة غضبًا شعبيًا متصاعدًا، وسط اتهامات للحكومة بعدم الاستعداد لموسم الأمطار، وسوء إدارة البنية التحتية في المدن الكبرى.
وطالبت منظمات المجتمع المدني بإجراء تحقيق عاجل في أسباب انهيار منظومة تصريف مياه الأمطار، والبدء الفوري في خطط طوارئ تشمل إنشاء مراكز إيواء للنازحين، وتوزيع مساعدات غذائية وطبية.
هل الفيضانات تهدد مصر والسودان؟ تحذيرات من آثار غير مباشرة
مع امتلاء الخزانات والسدود الإثيوبية بكميات ضخمة من المياه، بدأت تظهر تحذيرات من تأثير غير مباشر على دول حوض النيل، خاصة في حال لجوء إثيوبيا لتصريف مفاجئ للمياه من سد النهضة دون تنسيق مع دول المصب.
خبراء مياه مصريون حذروا من ضرورة مراقبة مستويات بحيرة ناصر، والاستعداد لفتح مفيض توشكى لتصريف أي كميات إضافية قد تصل إلى جنوب مصر خلال الأسابيع المقبلة.
البنية التحتية الإثيوبية "تنهار" أمام التغير المناخي
كشفت هذه الكارثة حجم الضعف المزمن في مشاريع البنية التحتية داخل إثيوبيا، خصوصًا في العاصمة، حيث يفتقر أغلب الأحياء لنظام تصريف فعال، كما أن معظم الطرقات غير مجهزة للتعامل مع السيول أو الانهيارات الأرضية.
ويؤكد محللون أن ما يحدث اليوم يجب أن يكون جرس إنذار للحكومة الإثيوبية لضرورة التحول نحو سياسات عمرانية ومناخية مستدامة، تشمل بنية مرنة وأنظمة إنذار مبكر تحمي السكان من موجات طقس متطرفة مستقبلًا.
أبرز الأضرار بالأرقام (حتى لحظة النشر)
نوع الضرر | التفاصيل المقدرة |
---|---|
الأحياء المتضررة | أكثر من 10 أحياء في أديس أبابا |
النازحون | +8000 شخص في الجنوب |
الخسائر المادية | تدمير سيارات، متاجر، وبنية تحتية |
المناطق المنكوبة | العاصمة أديس أبابا، وجنوب أومو |
مدى التأثير الإقليمي | محتمل أن يؤثر على مصر والسودان |
فيضانات إثيوبيا.. قضية محلية بأبعاد إقليمية
لا تقتصر تبعات هذه الكارثة على الداخل الإثيوبي فحسب، بل قد تمتد تداعياتها إلى المنطقة بأكملها، في ظل تشابك ملفات المياه والسدود والنزاعات الجيوسياسية.
وتتخوف جهات دولية من أن يؤدي عدم التنسيق المائي بين إثيوبيا ودول الجوار إلى أزمة إقليمية تتفاقم مع استمرار موجات الطقس المتقلب والتغير المناخي