بعد غياب عامين.. عودة قمة الهلال والمريخ إلى السودان لحسم لقب “النخبة”

وحُرم المشجعون السودانيون من حضور المباراة التقليدية على أرضهم بين الهلال والمريخ طوال العامين الماضيين بسبب ظروف الحرب، ما أجبر الفريقين المتنافسين وفرق أخرى على الانتقال إلى موريتانيا.
في أعقاب انحسار الصراع في وسط وشمال السودان، قرر الاتحاد الوطني لكرة القدم تنظيم “دوري النخبة” بمشاركة ثمانية فرق داخل البلاد.
وتوافد المشجعون المتحمسون على الملاعب لكنهم أصيبوا بخيبة أمل بسبب الأداء الضعيف وخشوا أن يؤثر ذلك على أداء المنتخب السوداني في كأس الأمم الأفريقية المقبلة ومنافسيه المحليين.
لم يعد عملاقا أم درمان قادرين على الحفاظ على هيمنتهما. فقد شهد دوري النخبة، الذي ينطلق هذا الشهر ويؤهل للمسابقات الأفريقية، صعودًا قويًا في صفوف أندية مثل الأمل عطبرة، والميرغني كسلا، والأهلي مدني.
لكن المريح بقيادة مدربه المصري شوقي غريب، صعد إلى صدارة الترتيب برصيد 14 نقطة، وضمن التأهل إلى دوري أبطال أفريقيا، بفارق ثلاث نقاط عن الهلال، قبل مباراة الديربي المرتقبة في الدور النهائي والحاسم، والتي ستقام على ملعب الدامر بعد غد الثلاثاء.
ويتأهل البطل والثاني إلى دوري أبطال أفريقيا، فيما يتأهل صاحبا المركزين الثالث والرابع إلى كأس الكونفدرالية.
وبعد خسارته مباراة الديربي، أصبح الهلال مهدداً بفقدان فرصته في التأهل لدوري أبطال آسيا، في حال فوز الأهلي المدني، صاحب المركز الثالث، على الزمالك، في حين يتساوى الفريقان الأخيران في رصيد النقاط مع الهلال.
ومع فوز المريخ والهلال في مباريات الديربي بالدوري الموريتاني، سيعود الدوري الممتاز مرة أخرى إلى شمال البلاد، وليس إلى العاصمة الخرطوم.
وظهر قائد المريخ أمير كمال وزميله أحمد عبد المنعم “طبنجة” في فيديو يطلبان فيه من جماهير الشياطين الحمر دعمهم في مباراة الديربي.
لماذا تراجع الهلال؟
وفي حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط»، علق عضو مجلس إدارة الهلال رامي كمال على أداء الفريق المتذبذب، قائلاً: «واجهنا العديد من التحديات، منها جدول المنافسات المكثف، حيث كنا نلعب مباراة كل ثلاثة أيام، وتضارب مواعيد انطلاق البطولة».
وقال “خضنا معسكرا تدريبيا لمدة أسبوعين في موريتانيا، ثم بسبب حالة عدم اليقين في الدوري، قمنا بإراحة بعض لاعبينا للتحضير للمنافسات القارية كنادي”.
غادر اللاعبون المحترفون موريتانيا إلى وطنهم، وكان من الصعب تذكر معظمهم لاحقًا. علاوة على ذلك، أجبرت الظروف في البلاد اللاعبين على إنهاء عقودهم. كل هذه الظروف أثرت على أداء الهلال ونتائجه وترتيبه.
“كان هناك غياب كامل للتنظيم في الاتحاد السوداني وكان من الممكن أن يؤثر إرهاق اللاعبين سلباً على المنتخب الوطني”.
وأكد أن هناك رسائل إيجابية جاءت من عودة الأنشطة الرياضية في السودان، وقال: “الشعور الذي شعر به الجمهور واللاعبون السودانيون باللعب في السودان كان عظيماً، وكنا نأمل أن نرى جميع المحترفين الأجانب في الملاعب السودانية”.
أعلن كمال تلقيه عروضًا من شركات في دول الخليج لاستضافة قمة الهلال والمريح في عواصمها لتعزيز السلام ودعم المتضررين من الحرب. وقال كمال: “هذه فرصة جيدة بالنسبة لنا، ونحن منفتحون عليها”.
ولم يتلق المريخ ردا على أسئلة “الشرق” بشأن رأيه في البطولة ومدى رضاه عن الأداء.
وقال رئيس نادي الأمل عطبرة السابق مصطفى سقاد لـ«الشرق» إن البطولة «اعتمدت على الروح القتالية أكثر من التكتيك والمهارة»، مضيفاً أن «سوء حالة الملاعب أدى إلى تقارب مستويات الفرق».