مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمى مخالفة شرعية ولكن صحيح الأركان والعبادة

منذ 28 أيام
مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمى مخالفة شرعية ولكن صحيح الأركان والعبادة

أكد فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور نذير عياد، أن أداء فريضة الحج دون تصريح رسمي يعد مخالفة للشريعة الإسلامية. ولكن العبادة صحيحة مهما كانت المعصية المترتبة على المعصية التي لا علاقة لها بأركان العبادة وأعمالها.

وأضاف المفتي أن أداء الحج من دون إذن هو بمثابة صيام، وأن اللسان فيه إيذاء للآخرين. وفي كل هذه الأحوال وأمثالها تصح العبادة، وتترتب عليها المعصية الناشئة عن معصية لا علاقة لها بالأركان والعبادات.

وأوضح المفتي أن الحصول على التصاريح الرسمية ضروري لضمان سلامة الحجاج وتنظيم مناسك الحج. إن ولي الأمر هو المسؤول عن هذا التنظيم، ويجب اتباعه وفق الشريعة الإسلامية، كما جاء في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (النساء: 59).

وأشار إلى أن الإلزام الشرعي يرتفع إذا أدى الشخص مناسك الحج والأعمال المطلوبة. إذا حج بهذه الطريقة ولكن من دون إذن فالعبادة صحيحة، لكن المخالفة تترتب عليها إثم لا علاقة له بأركان العبادة وأفعالها.

وأضاف أنه على هذا الأساس لا يجوز شرعاً الخروج على ولي الأمر، خاصة في الأمور التي فيها مصلحة للشعب، مثل تنظيم شؤون الحج. ولذلك لا يجوز شرعاً للإنسان أن يحج من دون إذن، ومن فعل ذلك فهو مذنب شرعاً، لأنه عاصٍ لولي الأمر. لقد أصبح الترخيص الآن أحد الشروط الأساسية للتأهيل التي يجب استيفاؤها. وإذا لم يحصل عليه الإنسان فإنه لا يستطيع الحج أصلا، وبالتالي لا يجب عليه الحج.

وأشار المفتي إلى تأثير الحجاج غير النظاميين على صورة الدولة أمام العالم. إن الانتهاكات المتكررة تضر بصورة الدولة ومواطنيها، ولها تأثير سلبي على كل مواطن، وتؤدي إلى عواقب خطيرة، وخاصة فقدان المصداقية. عندما يدرك شعب بلد ما أنهم ينتهكون الوصايا التي أعطاها الله لعباده بطاعة الحاكم، فإنهم يفقدون كل مصداقيتهم.

وقال إن هذا يتعارض مع التقدم والنظام العام الذي يطالب به الإسلام. فلو انتشر مثل هذا في بلد ما، لظهر أهله أمام الناس كمخالفين للقانون وخارجين عن القانون، وهو ما يرفضه العقل السليم، ناهيك عن ضوابط الشريعة الإسلامية الغراء.

وأشار إلى الضرر الذي يلحق بالدولة المضيفة، إذ أن مثل هذه الأمور تسبب ضرراً للجهات المنظمة لشؤون الحج، وهي المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث تفرض صعوبات على المسؤولين والمنظمين، وتزيد الضغوط بسبب كثرة المشاركين، وتقوم بأمور أخرى لا تتوفر لها المعدات الكافية، ما يسبب أضراراً حقيقية. نهى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأذى، فعن أبي سعيد الخدري سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضرر ولا ضرار).

إن الحفاظ على المظهر الحضاري للبلاد في هذا المؤتمر العالمي السنوي هو مطلب قانوني يجب على كل فرد الالتزام به.

وأوضح أن الالتزام بضوابط الجهات المختصة بتنظيم العبادة في لحج أمر مقرر شرعا ولا يجوز لأحد تجاوزه. وأضاف أن هذه السلطات تراعي مصالح الناس كافة في تصرفاتها، وأن تجاهل هذه المصالح يؤدي إلى مفاسد كثيرة، من أسوأها إفساد عبادة الآخرين.

وأضاف أن من يتجاهل هذه التعليمات التنظيمية بحجة أن الحج عبادة فهو مخطئ في قوله وفي فعله. وإنما ينبغي أن تراعى هذه الأمور حتى تتكامل أخلاق المسلم وأعماله وعباداته حتى تؤدي العبادة على أحسن وجه وتحقق مقصودها.

وقال إن تنظيم وضبط الأمور من قبل الجهات المختصة فيما يتعلق بالحج وغيره من الأمور يعد من النظام العام، وأن مخالفة النظام العام لا يجوز شرعاً بحال من الأحوال. إذا كان لهذا التجاوز عواقب سلبية فإن الإثم أعظم والذنب الواقع على الجاني أعظم. وهذا من شأنه إهدار حقوق الناس وحرمانهم من الفوائد.

وأشار إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يتسببون أيضًا في اكتظاظ كبير، مما يؤثر على عدد الأشخاص المسموح لهم باستخدام المساحات والخدمات المتاحة. في الواقع، هذا التأثير يسبب الضرر، وربما يؤدي إلى الموت والدمار. قال الله تعالى: (ولا تُهلِكُوا أَنْفُسَكُمْ بِأَيْدِيكُمْ). (البقرة: 195) وقال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}. (النساء: ٢٩)

ينبغي للمسلم الحق أن يبتعد عن كل ما فيه انتهاك لحقوق الناس وعيب عليهم. تفضل عليهم و عرضهم للهلاك.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك