مدبولى خلال المؤتمر الصحفى الأسبوعى: مؤشر البطالة حقق نتائج جيدة للغاية وانخفض إلى 6.6%

أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الأخبار الجيدة بشأن معدل البطالة الذي أُعلن عنه الثلاثاء، قائلاً إن المؤشر حقق نتائج جيدة للغاية، حيث انخفض إلى نحو 6.6%. وهذا يؤكد أن البلاد تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بالتشغيل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده رئيس الوزراء اليوم عقب اجتماع مجلس الوزراء، والذي حضره وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزير المالية. وعرض الوزراء نتائج مشاركتهم في اجتماعات الربيع 2025 لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، التي عقدت الأسبوع الماضي في واشنطن، بالاشتراك مع محافظ البنك المركزي.
هنأ مدبولي عمال مصر قائلاً: “اسمحوا لي بدايةً أن أهنئ عمال مصر العظماء بعيد العمال. أتمنى لهم عيد عمال مبارك. وأود أن أعرب عن احترامي وتقديري لجهودهم الجبارة في سبيل تقدم بلادنا. وبالنيابة عن زملائي في الحكومة، نود أن ننتهز هذه الفرصة لنتقدم بأحر التهاني لجميع عمال مصر.”
وفي كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى علاقات مصر مع مختلف دول العالم، قائلاً: “لقد تابعتم جميعاً النشاط المكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على مدار الأسبوعين الماضيين، سواء في استقباله لرئيس البرلمان المجري أو الحاكم العام لكومنولث أستراليا”. وذلك لأن علاقاتنا مع هذين البلدين مهمة للغاية، والمجر بلد مهم للغاية بالنسبة لنا في الاتحاد الأوروبي. العلاقات الثنائية مهمة دائمًا وتوفر فرصة لتبادل الأفكار حول كيفية تطوير هذه العلاقات. وينطبق الأمر نفسه على أستراليا. وكان الحاكم العام لكومنولث أستراليا حاضرا على هامش الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين لعلاقاتنا مع أستراليا، وكانت أيضا فرصة عظيمة لمناقشة تطوير علاقاتنا الثنائية معهم.
ومع ذلك، فإن مسألة أفريقيا لها أهمية خاصة. وأود هنا أن أشير إلى الزيارة المهمة التي قام بها السيد الرئيس إلى جيبوتي، وهي دولة محورية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لمصر بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر. وتولي مصر أيضًا أهمية كبيرة لمنطقة القرن الأفريقي. خلال هذه الزيارة المهمة التي كانت منتظرة ومحددة ومجهزة بفارغ الصبر، تم مناقشة العديد من المشاريع الثنائية المشتركة في مختلف المجالات مثل الطاقة والكهرباء والنقل والخدمات اللوجستية والموانئ والصناعة. ولذلك فإن علاقاتنا الثنائية مع جيبوتي ستشهد، إن شاء الله، دفعة قوية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف رئيس الوزراء: “شهدتم أمس أيضًا الزيارة المهمة للفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني. وفي ظل الأزمة التي يمر بها السودان، جرت مناقشات ومشاورات وتنسيق مستمر بين القائدين لتحقيق المصلحة العامة لبلدنا الشقيق السودان”.
وفي كلمته، ذكر أن رئيس أنجولا، الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي، قام اليوم بزيارة رسمية. وأوضح أن التركيز خلال الزيارة ينصب على تعزيز العلاقات الثنائية مع أفريقيا.
قال: “فوّضني الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة قصيرة إلى أوغندا يوم الجمعة الماضي لمناقشة قضية بالغة الأهمية، ألا وهي الوضع في بلدنا الشقيق الصومال. كما سأتولى إعداد بعثة جديدة للأمم المتحدة في الصومال، والتي تشمل، من منظور أمني، أيضًا وجود القوات المصرية هناك. ولذلك، فوّضني فخامة الرئيس بمناقشة الوضع وترتيبات تفعيل البعثة الأممية، بالإضافة إلى الجانب المتعلق بالقوات المسلحة المصرية”.
وتابع رئيس الوزراء: “في هذه المرحلة الدقيقة والهامة، تولي مصر القضية الأفريقية أولوية قصوى. ونؤكد من هنا التزام مصر باستقرار الأوضاع في جميع الدول الأفريقية وتعزيز العلاقات الثنائية معها في مختلف المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي”.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع محمد جاسم الصقر رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي، والذي عقد الأسبوع الماضي في أعقاب الزيارة الهامة التي قام بها الرئيس إلى دولة الكويت. وأشار إلى أنه تم إجراء مناقشات موسعة حول المشاريع التي سيقوم بها الجانب الكويتي في مصر، قائلاً: “تمت مناقشة مشاريع ملموسة، وإن شاء الله نشهد استثمارات من الجانب الكويتي في مصر”.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي أشاد بالخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، بما في ذلك حل مشكلات المستثمرين الكويتيين، والإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر.
وتناول رئيس الوزراء بعد ذلك القضايا الاقتصادية، مشيرا إلى الاجتماع بالغ الأهمية الذي عقده رئيس الجمهورية بحضور رئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل، ووزراء المالية والاستثمار والتجارة الخارجية. وأوضح أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على توحيد أو استبدال الرسوم المختلفة التي فرضتها جهات عديدة عبر قوانين وأنظمة مختلفة على شكل رسم أو ضريبة واحدة، بهدف تبسيط الإجراءات بشكل كبير على المستثمرين. وأشار إلى أن هذا الإجراء يندرج في إطار الإصلاحات الهيكلية التي أقرتها الحكومة وتحت إشراف رئيس الجمهورية والتي سبق أن أعلنت عنها الحكومة ووزير الاستثمار. كما تم عرضه بشكل أكثر تفصيلا على رئيس الجمهورية، الذي أشار إلى ضرورة إعطاء هذا الأمر الأولوية القصوى حتى يتسنى تنفيذه سريعا خلال الفترة المقبلة. وأضاف في هذا الصدد أن اجتماعا مع المجموعة المعنية سيعقد الأسبوع المقبل للاتفاق على كل مقترحات السلطة التنفيذية وإعادة رفعها لرئيس الجمهورية حتى يبدأ التنفيذ.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تتخذ خطوات سريعة وحاسمة لتحسين مناخ الاستثمار من خلال التوسع في إصدار الرخصة الذهبية وتوحيد الإجراءات، وتطبيق الحزمة الأولى من الحوافز الضريبية التي أعلن عنها وزير المالية، وأقرها البرلمان، وتم تفعيلها بالفعل. وشدد أيضاً على ضرورة توفير وتخصيص الأراضي اللازمة للاستثمار والعمل على تقليص وقت وتكلفة التخليص الجمركي. كما سلط الضوء على برنامج استرداد ضريبة الصادرات الجديد الذي تم الانتهاء منه وبدأ الحوار بشأنه مع كافة المصدرين. وسيتم تفعيلها ابتداء من السنة المالية المقبلة، مؤكدا أن كل هذه الإجراءات تأتي في إطار تحسين مناخ الاستثمار.
وفي كلمته، وصف رئيس الوزراء الوضع العالمي الحالي بأنه غير مؤكد، وقال إن هذا الوضع ينعكس في توقعات معدلات النمو الاقتصادي العالمي، والتي تتحرك في اتجاه سلبي. وفي الوقت نفسه، تتزايد التوقعات الإيجابية للاقتصاد المصري. وفي هذا السياق أشار إلى أن المؤسسات الدولية قامت بمراجعة توقعاتها لنمو الاقتصاد المصري بالزيادة وليس بالخفض تقديراً للخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة.
وأضاف أنه في إطار تركيزنا على الصناعة واستبدال وارداتنا من الخارج بمكونات محلية، وقعنا اليوم اتفاقيتين في غاية الأهمية: الاتفاقية الأولى تتعلق بتحالف بين شركة جيبتو فارما (مدينة الدواء المصرية) وواحدة من أكبر شركات الأدوية الأمريكية. وشارك في الاتفاق عدد من الوزراء والسفير الأمريكي بمصر. لتعزيز صناعة الأدوية في مصر، سنحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من خلال هذه الشراكة. ويعني هذا أن الأدوية المصرية ستتمكن من الوصول إلى السوق الأمريكية من خلال هذا الاعتماد. وتعتبر هذه الاتفاقية مهمة للغاية لزيادة انتشار وقوة صناعة الأدوية في الفترة المقبلة.
وتابع مدبولي: «تم اليوم توقيع اتفاقية مساهمين لتأسيس شركتين لمشروعين كبيرين للغاية لشركة تابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وهما الشركة المصرية لألياف الرايون والبوليستر، لإنتاج ألياف البوليستر التي نستورد منها كميات كبيرة للغاية». وأشار إلى أن المشروعين سينتجان مادة البوليستر لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية، وهذا يمثل أيضاً فرصة كبيرة للتصدير.
وأضاف رئيس الوزراء أنه التقى مؤخرا رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وناقشا مشروع إنشاء شركة متخصصة في إنتاج الحاويات المعدنية وطباعة الصفيح. وأشار إلى أن مصر كانت تستورد هذه الحاويات في السابق، ولكن بإنشاء مثل هذه الشركات سنتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
وفي هذا السياق أشار إلى أن مجلس الوزراء شهد مؤخراً توقيع العقد النهائي مع شركة شينفينج الصينية الكبرى لإنشاء مجمع صناعي يضم تسعة مصانع كبيرة في منطقة قناة السويس باستثمارات إجمالية تبلغ 1.6 مليار دولار. وأشار إلى أنه تم وضع حجر الأساس قبل أيام، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى العام المقبل. ولذلك تحدث تطورات جديدة في القطاع الصناعي كل يوم ونحاول التركيز عليها على أمل أن يستعيد هذا القطاع مجده السابق في الفترة المقبلة.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتذكير بزيارته أمس لمشروع هيئة مصر المستقبلية للتنمية المستدامة (الدلتا الجديدة) ولقائه بكل القائمين على المشروع. وأوضح أن الدولة تركز عليه حتى يرى النور في النصف الثاني من العام الجاري. ولذلك أولى كافة القائمين على المشروع من كافة الجهات أهمية كبرى لاستكمال كافة الأعمال في هذا المشروع البالغ الأهمية والذي يمتد على مساحة تزيد عن مليوني فدان. وأكد أن المساحة المستصلحة في هذه المرحلة أكبر من المساحة الزراعية لخمس محافظات مجاورة مجتمعة. وأكد أن هذه الدولة، دون مبالغة، دولة جديدة، ولهذا أطلق عليها اسم الدلتا الجديدة ولهذا كانت كذلك. وأعرب عن أمله في أن تجني مصر ثمار هذا المشروع الكبير خلال السنوات المقبلة.
المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء