خلال كلمته فى الاحتفال بليلة القدر.. الرئيس السيسى: الله سبحانه وتعالى حافظ لمصر على الدوام وندعم القضية الفلسطينية العادلة

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة، اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، والتي أقيمت بمدينة الفنون والثقافة (دار الأوبرا) بالعاصمة الإدارية الجديدة. وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم عزيزي العلماء، ضيوف مصر الأعزاء، الحضور الكرام، ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود في البداية أن أتقدم إليكم جميعاً وإلى شعب مصر العظيم بأصدق التهاني بمناسبة احتفالنا بليلة القدر المباركة.. تلك الليلة التي جاءت بنسيم الإيمان العطر.. وأدعو الله العلي القدير أن يعيدها على مصرنا الحبيبة، وعلى الأمة العربية والإسلامية، والعالم أجمع بالخير والبركات والرخاء.
وفي هذه المناسبة العزيزة، يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر – وأتمنى له الشفاء العاجل – ولجميع علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف على جهودهم المخلصة في ترسيخ مفاهيم الإسلام السمح، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحسين صورة الإسلام الذي يرفض التطرف والتشدد بكل أشكاله، مما يرسخ مكانة الأزهر الشريف منارة للعلم والهدى، تنير دروب الأمة الإسلامية في كل بقاع العالم، وتكون مرجعاً شامخاً. فهو مبني على الفهم الصحيح للدين.
سيداتي وسادتي، لقد اختار الله تعالى هذه الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم منهاجاً لبناء المجتمع وتطوره وتقدمه. إن بناء الأمة لا يتأتى إلا من خلال بناء الإنسان. ولهذا السبب جعلت الدولة المصرية الاستثمار في الإنسان نهجاً أساسياً. ويهدف من خلال هذا النهج إلى تنشئة جيل واعٍ ومستنير قادر على مواكبة تحديات العصر ومؤهل للمساهمة في عملية البناء والتطوير وفق رؤية واضحة تضع الإنسان في المقام الأول. وكما أن القرآن الكريم احتوى على منهج بناء وتطوير، فقد احتوى أيضاً على منهج ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
ومن هذا المنطلق فإن الحفاظ على هويتنا وتعزيز القيم الأخلاقية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود كل مؤسسات التوعية، من الأسرة إلى المدرسة، ومن المساجد والكنائس إلى وسائل الإعلام.
نحن بحاجة إلى خطاب ديني وتربوي وإعلامي واعٍ يعزز هذه القيم ويخلق مجتمعاً متماسكاً قادراً على مواجهة السلوك الأجنبي بثبات وحكمة.
الشعب المصري العظيم، وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أعرب عن خالص شكري وتقديري لآرائكم الصريحة واستجابتكم الشجاعة والثابتة للتحديات الاستثنائية التي تواجه منطقتنا.
اسمحوا لي أن أتوقف هنا لأعرب عن احترامي وتقديري للشعب المصري في هذه الفترة الصعبة التي مرت بها المنطقة ومصر وما زالت تمر بها. …إن تضامن الشعب المصري هو شيء أقدّره وأُعجب به وأحترمه كثيراً. في واقع الأمر، هذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة للمصريين. …إنهم يختلفون في المواقف الصعبة. …لقد تغلبوا على كل شيء. …ولهذا السبب فإنني أتوجه بالنيابة عني وعنكم إلى الشعب المصري بأقصى درجات الاحترام والاعتزاز. … وهذا ليس تقديري واحترامي فقط، بل هو نقطة أثارت إعجاب الكثيرين. … وقد ظن البعض أن هذه الظروف الصعبة قد تكون لها عواقب سلبية، ولكن ما حدث هو بالضبط ما توقعه المصريون. … إن موقفكم وثباتكم محل تقدير كبير لدى الله تعالى. … نسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم لفعل كل ما فيه الخير لمصر والإنسانية.
إنني أؤمن إيمانا راسخا بأن وحدتنا غير القابلة للكسر، وقوتنا الكامنة، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، سيكون المفتاح لمواجهة كل التحديات والتغلب على كل الصعوبات التي تعترض طريقنا.
أيها الإخوة والأخوات، الضيوف الكرام، ومن هذا المنبر أؤكد أن مصر ستواصل بذل كل ما في وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والعمل بلا كلل لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ مراحله المتبقية. وندعو شركاءنا وأصدقاءنا إلى حشد قواتهم لوقف إراقة الدماء واستعادة الهدوء والاستقرار في المنطقة.
ضيوفنا الأعزاء، وأخيراً، في هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم رحمة وهدى للعالمين، أدعو الله تعالى أن يوفقنا لما فيه خير بلادنا وأمتنا والبشرية جمعاء، وأن يكلل جهودنا بالنجاح والتوفيق. فهو حقا أفضل معلم وأفضل مساعد. شكرا لكم وسنة جديدة سعيدة! مصر والعالم الإسلامي والعالم أجمع… في سلام وتقدم ورخاء. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقبل مغادرته، وجه الرئيس رسالة طمأنة للشعب المصري، أكد فيها تقديره لوحدة وصمود الجبهة الداخلية، مشيرا إلى أن الله تعالى هو الحامي الأبدي لمصر.