فيلم موجز مصر “ذهاب وعودة” يرصد ما هو أعمق من 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر

أطلقت قناة موجز مصر العربية، بالتعاون مع السفارة الروسية في مصر، العرض الأول لفيلمها الوثائقي “ذهاب وعودة”، الذي يحتفل بالذكرى الثمانين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة.

حضر العرض الأول للفيلم على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية مساء أمس الثلاثاء 6 فبراير، السفير الروسي بالقاهرة جورجي بوريسينكو ونائب وزير الخارجية المصري خالد عمارة والمخرجة العربية لقناة موجز مصر مايا مناع وحشد من المصريين. نجوم الاعلام .

ويتتبع الفيلم من خلال قصة بطله المترجم السوفيتي الروسي فيكتور جاكوشيف التغيرات التي حدثت في مصر على مدار 50 عامًا منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى يومنا هذا، بينما يروي جاكوشيف قصته الشخصية منذ رحلته إلى القاهرة في عام عام 1971 وعودته عام 2024 يكشف مدى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين ومراحل تطورها لتصل إلى ما نحن عليه اليوم، حيث تعود روسيا إلى قطاع دعم الطاقة في مصر من خلال ما هو موجود حاليا في الضبعة محطة للطاقة النووية قيد الإنشاء في منطقة العلمين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي لفت إليه السفير الروسي بوريسينكو الانتباه. على التوازي بينها وبين السد بأسوان. وتتشابه المواقف السياسية الحالية لكلا البلدين بشأن القضية الفلسطينية ومعارضة العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويحكي الفيلم عن ذلك الزمن البعيد قبل أكثر من 50 عاما عندما وصل الملازم والمترجم السوفييتي فيكتور ياكوشيف إلى مطار القاهرة الدولي في 17 أغسطس 1971، وبلغت حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل ذروتها.

وبعد نكسة يونيو 1967، التف الشعب المصري حول الزعيم جمال عبد الناصر لإزالة آثار الهزيمة، وانحاز الاتحاد السوفييتي إلى جانب قضية الشعب العربي العادلة في استعادة الأرض والعزة والكرامة. وساعدت المصريين في بناء الجدار الصاروخي وزودتهم بكل ما يحتاجونه من أسلحة وخبراء سوفيات وحتى مقاتلين من طيارين وجنود وغيرهم.

في هذا الوقت، كان فيكتور ياكوشيف يقوم بعمله كمترجم بين ضباط الجيش المصري والخبراء العسكريين السوفييت، في مهمة دقيقة لم يعتمد عليها مصير الحرب بين مصر وإسرائيل فحسب، بل مستقبل الشرق الأوسط بأكمله. المنطقة الشرقية.

وبالتوازي مع ذلك، بنى الاتحاد السوفييتي قاعدة صناعية ضخمة تمثلت في مجمع حلوان لصناعة الصلب ومصنع نجع حمادي للألمنيوم، كما بنى قاعدة ثقافية تمثلت في الخبراء السوفييت الذين أتوا إلى مصر للدراسة في أكاديمية الفنون المصرية. للعمل في مجالات الموسيقى والباليه والفنون الشعبية وعروض الدمى وغيرها.

نتحدث هنا عن الصداقة والشراكة القوية، وهو ما نراه في استقبال اللواء أحمد المنصوري، الذي أطلق عليه الإسرائيليون لقب “الطيار المجنون” والذي يلعب دور البطولة في فيلم “ذهاب وعودة” لزميله الروسي فيكتور جاكوشيف قال بنبرة واحدة من شديد المودة والحب: “حبيبي، عمي الشاب فيكتور”، قال: “الشاب”، يقول، لأن دماء الشباب لا تزال تسري في عروق المنصوري وياكوشيف، و الحلم لا يزال يطاردهم وسيظل يطاردهم. إنه جيل البطولة والإنجاز. وكان المنصوري من أوائل الذين شاركوا ضمن الأسراب الجوية الأولى في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر. وكان صاحب أطول معركة جوية مع طائرات ميج 21. وكان زميله فيكتور همزة الوصل بين الخبراء السوفييت وزملائهم المصريين.

ويقول المنصوري إن صواريخ العدو “لم تميز بين الخبير الروسي والضابط المصري”، وهو ما يسميه “رفاق السلاح”. ويتابع: “لقد متنا معًا”، كما ذكر ياكوشيف أسماء القادة الذين استشهدوا في الاشتباك الأول مع سلاح الجو الألماني في 30 يوليو/تموز. الإسرائيلي: “حتى أنني أتذكر أسمائهم، وهم شورافليوف ويورتشينكو وياكوفليف. كلهم يحملون رتبة نقيب.”

أكدت وزارة الصناعة والتجارة الروسية دعمها الكامل لمشروع المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، بتكلفة 6.9 مليار دولار، وتغطي مساحة 5.2 كيلومتر مربع، والتي تعتبر من أهم مشروعات التعاون بين القاهرة ومصر. موسكو، وتم إنشاؤها بناءً على اقتراح قدمه الرئيس السيسي خلال زيارته إلى مدينة سوتشي الروسية في أغسطس 2014. وفي عام 2018، تم التوقيع على اتفاقية مدتها 50 عامًا وتجدد تلقائيًا كل 5 سنوات. وستجذب هذه المنطقة استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار. وسيتم بناء المنطقة على ثلاث مراحل، تبلغ تكلفة المرحلة الأولى 190 مليون دولار. يوفر هذا المشروع 35.000 فرصة عمل. وتشمل قطاعات التصنيع ضمن المنطقة الصناعية الروسية صناعة السيارات والأدوية والمعدات والنفط والغاز والكابلات وصناعة السكك الحديدية والتعدين والطاقة النووية، حيث يسعى الجانب الروسي إلى تأسيس شركات متخصصة في الخدمات وتوريد السفن المارة عبر المنطقة. قيادة القوافل الشمالية والجنوبية لقناة السويس. وسيتم تمويل المشروعات المقرر إقامتها بالمنطقة من قبل صندوق الاستثمار المباشر الروسي وعدد من البنوك المصرية.

أما محطة الضبعة للطاقة النووية، والتي تضم أربعة مفاعلات نووية بنتها شركة روساتوم الروسية بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات (قدرة السد العالي على سبيل المقارنة 2100 ميجاوات)، فقد شارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. – قال السيسي إنه افتتح بدء أعمال صب الخرسانة للمفاعل الرابع والأخير، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المفاعل الأول عام 2028.

على الرغم من أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا والاتحاد السوفيتي يعود إلى 80 عامًا، إلا أن العلاقات بين الشعبين الروسي والمصري تعود إلى أبعد من ذلك بكثير. ويعود تاريخ العلاقات بين بطريركية الإسكندرية ونظيرتها في موسكو إلى بداية القرن السادس عشر، حيث بدأ العصر العثماني، وهي الفترة التي تميزت بتكثيف الاتصالات. وكانت الدولة الروسية بمثابة القديس الراعي للشرق الأرثوذكسي وقدمت مساعدات مالية كبيرة للمؤمنين في البلقان وفلسطين. وقد سافر رهبان سيناء لأول مرة إلى موسكو في عام 1517 لتلقي الدعم. في عام 1571، تلقت الإسكندرية صدقات من القيصر إيفان “الرهيب” إلى البطريركية. الإسكندرية تخليدا لذكرى أرواح زوجته أناستاسيا رومانوفا وشقيق القيصر.

وفي منتصف القرن السابع عشر، ظهرت اتصالات وثيقة بين الشرق الأرثوذكسي وروسيا، حيث توافد الحجاج والتجار والسياح الروس إلى الشرق، بما في ذلك مصر، وتم تبادل الهدايا بين البلدين، بما في ذلك بعض تماثيل “أبو الهول” التي استمرت حتى يقف اليوم في مدينة بطرسبرغ ويعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر.

المقال يعكس فقط رأي الصحيفة أو الكاتب

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى