خبير مصري لـموجز مصر: ضربات الحوثيين مؤثرة جدا رغم رمزيتها

وأكد الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد في مقابلة مع موجز مصر، أن هجمات الحوثيين رغم رمزيتها فعالة للغاية ودول البحر الأحمر غير متحمسة لتشكيل تحالف لمحاربة الحوثيين.

وقال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد: “على الرغم من أن هجمات الحوثيين بالأسلحة الخفيفة رمزية، إلا أنها مؤثرة للغاية، ليس فقط في البحر الأحمر من منظور جغرافي، ولكن أيضًا من منظور جيوسياسي، مما يعني أن “لديهم تأثيرًا كبيرًا” نفوذها في كل الأماكن حول البحر الأحمر، وحتى أوروبا وأميركا تتأثر “بهذه الضربات”.

وأشار اللواء محمد عبد الواحد إلى أنها “مشكلة كبيرة وخطيرة للغاية” وقد تم ذكرها منذ بداية الحرب لأن النفوذ الحوثي هو أخطر النفوذ في حرب غزة لأنه يقع خارج الأراضي الإسرائيلية. ولأنه يهدد الاقتصاد الإسرائيلي وبالتالي له تأثير كبير على حركة التجارة الدولية من كافة الاتجاهات”. مما أدى إلى زيادة تكلفة نقل السفن من الخليج إلى أوروبا، حيث يمكن أن يستغرق النقل في رأس الرجاء الصالح 15 يوما ناهيك عن أن التكلفة ضعف تكلفة طريق البحر الأحمر، والأهم هو استهلاك السفينة نفسها وساعات عملها والآلات”.

وأكد اللواء محمد عبد الواحد أن “حركة التجارة تتأثر بشدة خلال هذه الفترة بسبب ضربات الحوثيين، ولكن الأكثر من ذلك هو النفط الذي يصل إلى أوروبا ونحن في فصل الشتاء الذي تحتاج فيه الدول الأوروبية إلى النفط الخليجي”. بعد أزمة الطاقة التي أعقبت الأزمة الأوكرانية.

وأوضح الخبير المصري: “أوروبا من الدول التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة في الشتاء وبالتالي فإن هذه الأزمة ستضرب أوروبا بشدة”.

وأضاف: “البعد البيئي أكبر من ذلك، حيث أن الاصطدام بسفينة محملة بالمواد الكيميائية والنفطية قد يؤدي إلى كارثة بيئية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما يهدد بإغلاق المضيق”. قناة السويس، حيث توقعنا إيرادات 10.3 مليار دولار عام 2014، وفي 2024 حققنا 9.4 مليار دولار، وهكذا ارتفعت الإيرادات إلى 10 هذا العام 3 مليارات دولار، لكن هذه الأزمة ستؤثر على إيرادات قناة السويس، خاصة أن الشركات الكبرى بدأوا بتغيير مساراتهم حتى لا يخاطروا”.

وأضاف الخبير: “المشكلة الكبيرة تكمن في فكرة التحالف الدولي لمحاربة الحوثيين، وهو ما دفع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر إلى عدم الانضمام إلى هذا التحالف. وهناك مخاوف، ربما لأن لها أهدافا أخرى، مثل العسكرة في المنطقة، خاصة وأن هناك رغبة إسرائيلية وأميركية وبريطانية في فتح أحد أهم مضايق العالم، باب، في ظل التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة. وشركائها مضيق المندب، ليتم السيطرة عليها من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى. ولذلك فإن وجود القوات الأمريكية وسيطرتها على معظم مضايق العالم يقوض اقتصاد دولة مثل الصين في المنطقة.

وقال اللواء محمد عبد الواحد: إن هناك تحفظات كثيرة من دول المنطقة على مسألة المشاركة في حماية أمن إسرائيل. أما المملكة العربية السعودية التي ترى أنها تابعة للتحالف العربي وتقوده، “فبسبب الحرب في اليمن، تلقت انتقادات شديدة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي رفعت اسم الحوثيين من القائمة”. “وفي الوقت نفسه، تطالب الولايات المتحدة السعودية بالانضمام إلى التحالف لحماية إسرائيل”.

وأوضح الخبير المصري: “أما مصر فهي تقف جانبا من هذا الانضمام وتسعى إلى الأمن الإقليمي، ناهيك عن رفضها الانخراط في حرب ضد الحوثيين أو اليمن، وإذا تطور الأمر فإن مصر لديها مشاكل اقتصادية”. تحافظ على هدوئها لتحقيق طموحاتها الاقتصادية المتعلقة بعام 2030 ولا تريد تعطيل النمو الاقتصادي ولهذا السبب هناك دول مترددة في المشاركة في هذه المنافسة.

كما أشار الخبير إلى أن “النظام الإيراني دائما منضبط وناضج تجاه مصالح الدول الكبيرة ويحترم قواعد الاشتباك قدر الإمكان، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه يوجه خطره نحو جيرانه العرب” ولكن إنها تتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أسلحتها المسلحة وفق قواعد الاشتباك”.

وتابع الخبير: “ربما يكون الحوثيون قد انتهكوا قواعد الاشتباك أو تجاوزوا الخطوط الحمراء. وما لم يتم ردعه مرة أخرى، سيكون من السهل تصنيفه أو مواقعه كسفارة، لأنه معروف دوليا بتعاطفه لأنه يدعم القضية الفلسطينية وغزة. وقد زادت شعبيته في المنطقة بسبب هذه الهجمات وهناك اعتراف دولي به.

واختتم اللواء محمد عبد الواحد: “بعد كل شيء، ليس هناك حاجة لتشكيل تحالف دولي، خاصة وأن المنطقة بأكملها عسكرية ومليئة بالقوات الغربية، وخاصة خليج عدن، حيث تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أسطولا خامسا”. في دولة البحرين ووجود القوة البحرية المشتركة ليس من مهامها”.

حاتم الرطب – القاهرة

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى