ارتفاع طفيف في أسعار النفط مع إعادة تقييم السوق لمخاطر الإمدادات

ارتفاع محدود في أسعار النفط وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم (الجمعة)، حيث جاءت هذه الزيادة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على صادرات النفط من فنزويلا، بالإضافة إلى تنفيذ غارات جوية ضد عناصر تنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا، بالتعاون مع السلطات المحلية.

تفاصيل ارتفاع الأسعار

حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 5 سنتات، أي ما يعادل 0.1%، لتصل إلى 62.29 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 6 سنتات ليصل إلى 58.41 دولار للبرميل.

المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على السوق

بالرغم من أن الحقول النفطية في نيجيريا تتركز بشكل رئيسي في جنوب البلاد، إلا أن الغارات الجوية التي حدثت في شمال غرب نيجيريا قد زادت من المخاطر الجيوسياسية في السوق النفطية. وفي السياق ذاته، أمر البيت الأبيض القوات العسكرية الأمريكية بالتركيز على فرض حصار على النفط الفنزويلي، مع الحرص على أن يستمر هذا الحصار لمدة لا تقل عن شهرين، مما يدل على تحول في الاستراتيجية الأمريكية نحو استخدام الضغوط الاقتصادية بدلاً من التدخل العسكري.

توقعات سوق النفط لعام 2023

على الرغم من الارتفاع الطفيف الحالي، يتجه سوق النفط لتسجيل أكبر خسارة سنوية له منذ عام 2020، حيث يقوم المستثمرون بتقييم آفاق النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والمخاطر المحتملة التي قد تؤثر على الإمدادات، بما في ذلك الوضع في فنزويلا. ومن المتوقع أن تشهد أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تراجعًا بنسبة 16% و18% على التوالي هذا العام، في أكبر تراجع سنوي منذ جائحة كوفيد-19 التي كان لها تأثير كبير على الطلب العالمي على النفط.

التحديات المستمرة للشحنات النفطية

في ذات السياق، من المتوقع أن تتراجع شحنات النفط من كازاخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين بنحو الثلث خلال شهر ديسمبر الحالي، مما سيجعلها في أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2024، وذلك نتيجة الأضرار التي لحقت بالمنشآت بسبب طائرة مسيّرة أوكرانية.

إن الوضع الحالي في أسواق النفط يشير إلى تحديات كبيرة على المدى القريب والبعيد، مما يتطلب من المشاركين في السوق مراقبة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية عن كثب.