استثمارات المغرب في كأس إفريقيا 2023 تحقق عوائد تصل إلى 16 مليار دولار
المغرب يستعد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025
تواصل المملكة المغربية جني ثمار استثماراتها الكبيرة في تطوير الرياضة، حيث أظهرت نجاحها الملحوظ في الآونة الأخيرة من خلال تحقيق إنجازات تحت قيادة لاعبيها ومدربيها، كان آخرها الحصول على كأس العرب في الدوحة. إلا أن التحدي المقبل يأتي مع تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025، الذي لا يقتصر على المنافسة للفوز باللقب الغائب منذ عام 1976، بل يمتد لجني المنافع الاقتصادية من الاستثمار الضخم في استضافة هذه البطولة.
انطلاق المنافسات في 2025
تنطلق فعاليات كأس الأمم الإفريقية بنسختها الخامسة والثلاثين مساء اليوم الأحد، حيث ستقام المباريات في ست مدن مغربية تتضمن تسعة ملاعب. تشهد المباراة الافتتاحية مواجهة بين المغرب وجزر القمر على ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط، وتستمر البطولة حتى 18 يناير المقبل. وقد أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” عن تغيير وتيرة إقامة البطولة لتصبح كل أربع سنوات بدلاً من كل عامين.
تضم البطولة إلى جانب المغرب وجزر القمر أربعة فرق عربية أخرى هي: مصر، تونس، الجزائر، والسودان، في مسابقة تشارك فيها 24 منتخباً تم تقسيمها إلى ست مجموعات، حيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة وأفضل أربعة من أصحاب المركز الثالث إلى مرحلة الإقصاء.
استثمارات ضخمة لدعم البنية التحتية
خصصت الحكومة المغربية ميزانية تُقدَّر بـ150 مليار درهم (16.3 مليار دولار) لتطوير البنية التحتية، تشمل النقل والملاعب والمطارات والطرق. وكشف الوزير المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، أن مشاريع كأس الأمم الأفريقية تُعتبر جزءاً من استراتيجية المغرب للتحضير أيضاً لاستضافة كأس العالم 2030. وأكد لقجع على أهمية دمج هذه الاستثمارات دون تحميل الميزانية العامة أعباء إضافية.
وأضاف لقجع أن تطلعات المغرب لتطوير كرة القدم تجاوزت حدود المباريات لتصبح جزءاً أساسياً من التنمية الاجتماعية والاقتصادية للشباب، مما يتيح لهم فرصاً للنمو والتقدم في مختلف المجالات.
عوائد اقتصادية مرتقبة
ستوفر استضافة هذه البطولة العديد من فرص العمل للشباب، إذ يُقدّر عدد القائمين على تنظيم الفعالية ما بين 20 و25 ألف شاب، مما يعكس التزام المغرب بتطوير رأس المال البشري وفتح آفاق جديدة لهم. يُتوقع أن تستقبل البلاد بين 500 ألف ومليون زائر أجنبي، مع إنفاق محتمل يتراوح بين 450 مليون دولار و1.2 مليار دولار، مما يُعزز من النشاط الاقتصادي المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تصل حصة المغرب من عوائد الاتحاد الإفريقي إلى 22.5 مليون دولار من إيرادات السمعيات والبصريات والرعاية.
أرباح قياسية من البطولة
تتوقع موازنة “كاف” لعام 2025-2026 أن تحقق كأس الأمم الإفريقية 2025 إيرادات إجمالية تبلغ 192.6 مليون دولار، مع صافي ربح يصل إلى 113.8 مليون دولار. وقد بيع أكثر من مليون تذكرة لهذه الفعالية، مما يشير إلى زيادة ملحوظة في الإيرادات مقارنةً بالنسخة السابقة في كوت ديفوار.
زيادة الجوائز المالية
علن باتريس موتسيبي، رئيس “كاف”، زيادة قيمة الجائزة المالية لبطل البطولة إلى 10 ملايين دولار، في خطوة تهدف لدعم تطور كرة القدم الإفريقية. وبمجرد تنظيم البطولة، من المتوقع أن يستفيد المنتخبات المشاركة من توزيع جوائز مالية مشجعة، مما يُعزز من excitement المنافسة.
تقديرات القيمة السوقية للمنتخبات
يتصدر منتخب المغرب قائمة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية في البطولة، بقيمة تبلغ حوالي 416.5 مليون يورو، يليه المنتخب السنغالي. وتُقدَّر القيمة السوقية الإجمالية للبطولة بحوالي 2.84 مليار يورو، مع وجود العوامل المؤثرة كتواجد نجوم على الساحة مثل أشرف حكيمي، الذي يُعدّ الأعلى قيمة سوقية بمبلغ 80 مليون يورو.
من المتوقع أن تتجاوز الأحداث الرياضية كافة التوقعات وأن تساهم في تعزيز الهوية المغربية على الصعيدين الفني والاقتصادي، مما يُبشر بمستقبل مشرق للرياضة في المملكة.