الشباب البريطاني يتجه نحو المهن التقليدية الماهرة في ظل مخاوف الذكاء الاصطناعي

منذ 12 دقائق
الشباب البريطاني يتجه نحو المهن التقليدية الماهرة في ظل مخاوف الذكاء الاصطناعي

استطلاع يكشف قلق البريطانيين من تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل

أظهر استطلاع للرأي أجراه مؤتمر النقابات العمالية في المملكة المتحدة، والذي شمل 2600 بالغ خلال شهر أغسطس، أن حوالي نصف المشاركين يشعرون بقلق متزايد بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائفهم المستقبلية. وقد أدى هذا القلق إلى تزايد اهتمام الشباب البريطاني بالعودة إلى المهن التقليدية التي تتطلب مهارات مهنية متخصصة.

الشباب البريطاني وتوجهات سوق العمل

تُظهر نتائج الاستطلاع أن القلق بشأن الذكاء الاصطناعي يتركز بشكل خاص بين الفئة العمرية من 25 إلى 35 عامًا، ما يدفع هؤلاء الشباب للتفكير بجدية أكبر في الخيارات المهنية البديلة. ويظهر أن هناك تراجعًا طفيفًا في عدد المسجلين في الجامعات البريطانية بنسبة 1.1% في العام الدراسي 2023/2024 مقارنة بالعام السابق، وهو الأمر الذي يعتبر الأول منذ قرابة عقد.

المهن اليدوية تكتسب شعبية جديدة

بالتزامن مع هذه الاتجاهات، تشير بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن متوسط دخل عامل السباكة يصل إلى 37,881 جنية مصري سنويًا (حوالي 50,169 دولارًا أمريكيًا)، بينما يحقق العمال المهرة في مجال البناء متوسط دخل يبلغ حوالي 35,764 جنية مصري. بالمقارنة مع المتوسط العام للرواتب في جميع القطاعات والذي يصل إلى 39,039 جنية مصري، نجد أن المهن اليدوية تقدم فرصًا مجزية.

زيادة الاهتمام بالتدريب المهني

السيدة أنجيلا جويس، الرئيسة التنفيذية لكلية كابيتال سيتي في لندن، أوضحت أن الكلية شهدت زيادة كبيرة في عدد الطلاب المهتمين بمجالات البناء والسباكة والضيافة. وأكدت أن هذا الاتجاه يعكس إدراكًا متزايدًا لقيمة أن يصبح الأفراد محترفين مهرة، حيث أظهرت الدراسات أن التدريب المهني قد يوفر إمكانيات دخل أفضل مقارنة بالشهادات الجامعية التقليدية.

البحث عن الأمان الوظيفي في عصر الذكاء الاصطناعي

تؤكد جويس أن الذكاء الاصطناعي لم يؤثر فقط على الشباب، بل دفع أيضًا العديد من البالغين الذين يسعون لتغيير مساراتهم المهنية إلى التفكير بشكل أكثر استراتيجية. إذ يسعى الكثيرون إلى تحقيق الأمان الوظيفي والحصول على أجور أعلى في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل.

بينما تستمر تأثيرات الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مشهد العمل، يبدو أن المهن اليدوية، مثل السباكة والكهرباء والبناء، تستعيد مكانتها كخيارات مهنية استراتيجية، تقدم الأمان والاستمرارية بعيدًا عن تهديدات التكنولوجيا الحديثة.


شارك