رحيل الفنانة مارى كوينى رائدة السينما المصرية يلهم ذكرى مؤثرة في تاريخ الفن
ذكرى وفاة ماري كويني: رائدة السينما المصرية
تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل الفنانة ماري كويني، إحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ السينما المصرية. لقد تركت ماري بصمة لا تُنسى في عالم الفن، إذ كانت رائدة في مجالات التمثيل والإنتاج، وساهمت في تطوير الصناعة الفنية محليًا وعالميًا.
النشأة وبدايات مسيرتها الفنية
ولدت ماري بطرس يونس عام 1916 في بلدة تنورين اللبنانية، ثم انتقلت إلى القاهرة في عام 1922 بعد وفاة والدها. عاشت في كنف عائلتها الفنية، حيث كانت خالتها الفنانة والمنتجة آسيا داغر واحدة من المؤثرين في مجال السينما، مما ساعد في تطوير موهبتها منذ الصغر.
بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة عام 1929 عندما مثلت في فيلم “غادة الصحراء” أمام خالتها. ومنذ ذلك الحين، انطلقت في عالم السينما، حيث شاركت في أفلام عديدة، أهمها “بنت الباشا المدير” و”وخز الضمير”، لتشكل ثنائيات مميزة مع المخرجين والفنانين في تلك الفترة.
الزواج والاستوديوهات السينمائية
تزوجت ماري من أحمد جلال في عام 1940، وأنجبا ابنهما نادر الذي أصبح معروفًا كمخرج سينمائي. معًا، أسس الزوجان استوديو جلال عام 1944، والذي أصبح واحدًا من أكبر الاستوديوهات السينمائية في مصر، مما ساهم في تقديم عدد من الأعمال البارزة.
كما كانت ماري متخصصة في المونتاج، وحققت إنجازات كبيرة، مثل إدخال مختبر ألوان سينمائي إلى الشرق الأوسط في عام 1957، وهو ما ساهم في تغيير معايير الإنتاج السينمائي في تلك الفترة.
إسهاماتها الفنية وإنتاجها السينمائي
شاركت ماري كويني في 22 فيلمًا مختلفًا، ومن بين أشهر أعمالها “عيون ساحرة”، “أم السعد”، و”شجرة الدر”. كما أنتجت العديد من الأفلام التي لا تزال تُعتبر معالم في السينما المصرية، كـ”ظلموني الناس” و”إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات”.
في عام 1972، أنتجت أول أفلام ابنها نادر، بينما كان آخر إنتاج لها فيلم “أرزاق يا دنيا” عام 1982. وذلك يُظهر شغفها المستمر بالفن والسينما لعقود عديدة.
تكريمات وإنجازات ملهمة
خلال مسيرتها الفنية المليئة بالتحديات، حصدت ماري العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1958 وجوائز من مهرجانات دولية متعددة تقديرًا لإسهاماتها الفعالة في السينما.
إرث فني يدوم عبر الأجيال
رحلت ماري كويني عن عالمنا في 25 نوفمبر 2003، عن عمر يناهز 87 عامًا. تركت وراءها إرثًا فنيًا خالداً يكمل مسيرته حفيدها المخرج أحمد نادر جلال، لتظل ماري علامة مميزة في تاريخ الفن العربي ورمزا لنجاح المرأة في صناعة السينما.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )