ألغاز الكرة السودانية تتألق ثم تنتهي بحصيلة صفرية
تراجع الكرة السودانية يثير التساؤلات حول مستقبل المنتخب والأندية
تُظهر النتائج المخيبة التي حققتها الأندية والمنتخب السوداني في الآونة الأخيرة واقعًا مزريًا للكرة السودانية، حيث أثارت هذه النتائج تساؤلات عديدة حول مستوى الأداء والأسباب وراء هذا التراجع الكبير.
مستوى المنتخب السوداني بين التوقعات والواقع
على الرغم من آمال كبيرة كانت معقودة على منتخب “صقور الجديان” في تصفيات كأس العالم، حيث كانت مجموعته تبدو في متناول اليد وضمّت فرقًا مثل السنغال والكونغو الديمقراطية، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال. فقد بدأ المنتخب بشكل جيد حيث تأهل إلى نهائيات إفريقيا للمحليين وقدم أداءً قويًا ضد فرق مثل غانا والسنغال، لكنه سرعان ما تراجع بعد سلسلة من الهزائم.
أداء الأندية: تراجع أمام التحديات القارية
وبالمثل، لم يكن أداء الأندية السودانية أفضل حالًا. فريق المريخ، الذي كان يُعتبر أحد أقوى الأندية الإفريقية، فشل في التقدم خلال بطولة الأندية الإفريقية. وكذلك الحال بالنسبة للزمالة أم روابة والأهلي ود مدني في كأس الاتحاد الإفريقي. بينما استمر الهلال في المنافسة، إلا أن مستواه أيضًا يشوبه الشك بعد الخروج من بطولة شرق ووسط إفريقيا للأندية.
الدور السلبي لغياب التخطيط والاستثمار
تعكس هذه النتائج سلسلة من التحديات الجادة التي تواجه الكرة السودانية، حيث يُرجع عدد من المسؤولين الاعتماد على غياب الأكاديميات والمرافق التدريبية المناسبة، بالإضافة إلى ضعف التمويل. فقد صرح محمد سيد أحمد “الجكومي”، مساعد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، بأن معظم الأندية تعتمد على دعم شخصي وليس على موارد مستقرة، مما يجعل تطوير اللاعبين صعب المنال.
كواسي أبياه: تحديات المدرب الغاني
من جانبه، أعرب المدير الفني للمنتخب السوداني، كواسي أبياه، عن مخاوفه حيال وضع الفريق، مشيرًا إلى التحديات المالية والمشاكل المتعلقة بالإصابات التي أجبرت الفريق على الدخول في المباريات بلاعبين يفتقرون إلى الخبرة. ورغم هذه الظروف الصعبة، لا يزال أبياه متفائلاً بتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.
وجهات نظر اللاعبين: الممارسات السلبية تساهم في التراجع
في السياق نفسه، أكد نجم المنتخب عمار طيفور أن التراجع يعود بشكل أساس إلى غياب التخطيط والرؤية، مشيراً إلى أهمية وضع خطط استراتيجية لتحسين الوضع العام للكرة السودانية. وطالب بتوفير بيئة أكثر استقرارًا للاعبين لضمان تحقيق نتائج أفضل في المنافسات الدولية.
تحليل الخبراء: المسؤولية تقع على عاتق الدولة والاتحاد
أبدى عدد من المحللين الرياضيين انتقادات حادة تجاه الدولة واتحاد الكرة السوداني، مشيرين إلى أن الإهمال المتعمد يتسبب في تأخير مستحقات اللاعبين، مما يعد عائقًا رئيسيًا أمام تقدم الفريق. ويؤكد هؤلاء المحللون أن سياسة الاتحاد في إدارة شؤون المنتخب لم تكن على مستوى الطموحات.
خلاصة: الطريق إلى الأمل يتطلب تغييرات جذرية
الواقع الحالي للكرة السودانية يدعو إلى اتخاذ خطوات جادة نحو الإصلاح. يتطلب الأمر من المعنيين بالكرة في السودان العمل على تطوير البنية التحتية، وتعزيز الأكاديميات، وتوفير الدعم المالي اللازم لضمان مستقبل مشرق لرياضة تحظى بشغف وحب كبيرين لدى الشعب السوداني.
