شعبية ماكرون تنخفض إلى 11% وسط أزمة سياسية حادة

منذ 5 ساعات
شعبية ماكرون تنخفض إلى 11% وسط أزمة سياسية حادة

انخفاض تاريخي في شعبية إيمانويل ماكرون وسط أزمة سياسية متفاقمة

تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تراجع حاد في شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث وصلت إلى مستوى قياسي منخفض قدره 11%. هذا الانخفاض يأتي في ظل أزمة سياسية متنامية تثير القلق بين الفرنسيين.

تفاصيل الاستطلاع وتأثيره على الفئات العمرية

وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “فيريان” لصالح مجلة “لوفيجارو”، انخفض تأييد ماكرون بمقدار خمس نقاط مئوية مقارنة بشهر سبتمبر الماضي. وقد سجل هذا الانخفاض بشكل خاص لدى الأفراد الذين تفوق أعمارهم الـ65 عامًا، حيث انخفضت نسبة تأييدهم له بواقع 11 نقطة. أما المتقاعدون فقد شهدوا أيضًا تراجعًا ملحوظًا في دعمهم بما يصل إلى 9 نقاط.

مقارنة بين ماكرون ورؤساء سابقين

تُظهر هذه الأرقام أن شعبية ماكرون تنافس أدنى مستويات شعبية رئيسه السابق فرانسوا هولاند، والذي سجل 11% أيضًا في نوفمبر 2016. ويعكس هذا التراجع الشديد عدم رضا المواطنين عن الوضع الراهن في البلاد.

تعزيز شعبية رئيس الوزراء الجديد

على النقيض من ماكرون، شهدت نسبة تأييد رئيس وزرائه سيباستيان لوكورنو ارتفاعًا جديدًا بلغت نسبته 26% منذ توليه المنصب في سبتمبر. يُعتبر دعم لوكورنو بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا والمتقاعدين مؤشراً واضحًا على اختلاف الدعم بينه وبين الرئيس، حيث تمكن من زيادة رضى هذه الفئات عن سياساته بمعدل 7 و9 نقاط على التوالي.

أسباب التراجع والتحديات السياسية

علق الخبير السياسي برونو كوتر على النتائج بالقول إن “الشعور بالإرهاق الشديد” يسود بين الفرنسيين في الوقت الحالي. كما أشار إلى أن قرار ماكرون بحل الجمعية الوطنية في يونيو الماضي قد أدى إلى تفاقم الأوضاع السياسية، مما أثر سلبًا على شعبيته.

مستقبل ماكرون أمام تحديات جديدة

في ظل الاضطرابات التي تشهدها الساحة السياسية الفرنسية وتعاقب ثلاث شخصيات على رئاسة الوزراء دون تحقيق أي غالبية واضحة، يستمر ماكرون في تأكيد دعمه لـ لوكورنو، حيث يرى أنه منح “شيكًا على بياض” لبرنامجه السياسي، مُحاولًا تفادي الانغماس في القضايا الداخلية والتركيز على الشؤون الدولية.

ومع ذلك، يبقى التحدي كما هو، خاصة بعد إعلان ماكرون مؤخرًا عن تأجيل إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، مما يعكس مدى التعقيد والسخونة التي تكتنف المناقشات الداخلية.

الخطر المحدق وانفصال الرأي العام

ومع استمرار تراجع شعبيته، يبرز خطر وصول نسبة تأييد ماكرون لأدنى من 10%، وهو ما سيشكل سابقة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الفرنسية. ويعتقد كوتر أن هذا الانفصال بين الرئيس والرأي العام قد يصل إلى مرحلة “عميقة وبنيوية” تتطلب حلولًا عاجلة للعودة إلى الثقة في الحكومة.


شارك