الدعم السريع تسيطر على مقر الجيش السوداني في الفاشر بشمال دارفور

تصعيد النزاع في دارفور: قوات الدعم السريع تسيطر على معسكر الجيش في الفاشر

أعلنت قوات الدعم السريع، يوم الأحد، أنها استولت على مقر الجيش السوداني في مدينة الفاشر، التي تعد عاصمة شمال دارفور الاستراتيجية. ويمثل هذا الموقع العسكري آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في الإقليم المضطرب.

تحرير الفرقة السادسة واعترافات المقاومة الشعبية

في بيان صادر عن قوات الدعم السريع، تم التأكيد على “تحرير الفرقة السادسة في الفاشر بشكل كامل”، واعتبروا ذلك نقطة تحول محورية في الصراع الذي يجري في المنطقة. من جهة أخرى، أكدت مجموعة “المقاومة الشعبية”، المتحالفة مع الجيش، أن السيطرة على المقر لا تعني بالضرورة السيطرة الكاملة على المدينة، مشيرة إلى أن القتال مستمر.

القتال المستمر في الفاشر والظروف الإنسانية الصعبة

تسود حالة من الفوضى في الفاشر، حيث تعاني المدينة من انقطاع الاتصالات وصعوبة الحركة، مما يجعل من الصعب تحديد الوضع بشكل دقيق. وكالة فرانس برس لم تتمكن من التحقق من المعلومات المتعلقة بالسيطرة على المقر العسكري بسبب هذه الظروف. في الوقت ذاته، قالت “المقاومة الشعبية” إن المدنيين لا يمتلكون الآن ملاذًا سوى المقاومة المسلحة ضد ما وصفتها بالميليشيات الإرهابية.

حملة الدعم السريع ومأساة المدنيين

منذ مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع المدينة في محاولة للسيطرة عليها، حيث نفذت هجمات مكثفة على الفاشر والمخيمات المحيطة بها. القصف بالمدفعية والطائرات المسيرة أدى إلى سقوط المئات من الضحايا، فيما يعاني حوالي 260 ألف مدني محاصر من المجاعة وانعدام الخدمات الصحية الأساسية.

الاحتجاز والابتزاز: معاناة المدنيين

بحسب تحليل للصور بالأقمار الصناعية، توجد سواتر عسكرية تمتد على 68 كيلومتراً حول الفاشر، مما يترك مخرجاً واحداً يضطر من يحاوله للمرور من خلاله إلى مواجهة الابتزاز. منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، دنيز براون، أكدت أن العديد من المدنيين تعرضوا للقتل والخطف وغيرها من أشكال العنف أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.

تحذيرات الأمم المتحدة من الانتهاكات

عبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه البالغ من تصرفات قوات الدعم السريع، مشيراً إلى استخفافها بحياة المدنيين وعدم اكتراثها بالنداءات الدولية لحماية هؤلاء المدنيين.

مستقبل الفاشر واحتمالية تقسيم السودان

في حال سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع، فإن ذلك قد يعني السيطرة الكاملة على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، بينما ستبقى مناطق الشرق تحت سيطرة الجيش، مما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد بشكل أكبر.