اعتقال العشرات في جنوب تونس بسبب احتجاجات ضد التلوث البيئي

منذ 4 ساعات
اعتقال العشرات في جنوب تونس بسبب احتجاجات ضد التلوث البيئي

تظاهرات في مدينة قابس التونسية ضد التلوث البيئي

شهدت مدينة قابس، الواقعة في جنوب شرق تونس، تظاهرات حاشدة خلال الأيام الأخيرة، حيث تجمع الآلاف من السكان محذرين من الأضرار الصحية الناتجة عن مجمع صناعات كيميائية محلي. وقد أدت هذه الاحتجاجات، التي تركزت حول مطالب بإغلاق “المجمع الكيميائي التونسي”، إلى اعتقال العشرات من المتظاهرين، وفقاً لمصادر قانونية ومنظمات حقوقية.

اعتقالات واحتجاجات ليلية

في تطور مثير، أوقفت الشرطة التونسية عشرات الأشخاص خلال تظاهرات ليلية حيث وقعت بعض الاشتباكات مع قوات الأمن. وكشف المحامي مهدي التلمودي، عضو الفرع المحلي للمحامين، أن الانتهاكات كانت أكثر وضوحاً في المساء، بتسجيل إصابات طفيفة وعدد من حوادث الشغب. وتؤكد التقارير أن الأوضاع كانت أكثر سلمية خلال الاحتجاجات النهارية.

المشاكل الصحية والتكاليف البيئية

يظهر المحتجون مشاعر قوية ضد المجمع الكيميائي، حيث يعتقدون أنه السبب وراء تفشي حالات التسمم بالغاز والمشاكل الصحية الناتجة عن التلوث. كما يرددون مطالبهم بضرورة إغلاق المصنع الذي يعمل على معالجة الفوسفات لإنتاج الأسمدة. ويشيرون إلى أن عمليات المصانع قد زادت من انبعاث الغازات والنفايات السامة إلى البيئة، بما في ذلك البحر.

التحركات الرسمية والخطط المستقبلية

في ظل تصاعد الاحتجاجات، عقد الرئيس التونسي قيس سعيد اجتماعا مع بعض المسؤولين المحليين لمناقشة “الوضع البيئي” في قابس، حيث أكد على أهمية إيجاد حلول سريعة لمشكلة التلوث. وقد ذكر سعيد أن الحكومة تخطط لتعزيز إنتاج الفوسفات، رغم الوعود السابقة بإغلاق المصنع تدريجياً. تهدف تونس إلى رفع الإنتاج من المجمع الكيميائي بأكثر من أربعة أضعاف بحلول عام 2030، في مسعى للاستفادة من ارتفاع أسعار الأسمدة المنافسة عالمياً.

أصداء الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي

أثارت الاعتقالات وموجة الاحتجاجات تفاؤلاً بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن دعمهم للمحتجين ودعوا إلى وقف عمليات الاعتقال. تبرز هذه الأحداث أهمية الجوانب البيئية والصحية في حياة المواطنين، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها تونس كتحديات بيئية واقتصادية في آن واحد.


شارك