مفتي الجمهورية يؤكد على أهمية الشورى والعقل الجمعي في صناعة الفتوى كمسؤولية جماعية

دور العمل المؤسسي في بناء المؤسسات الدينية
أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أهمية العمل المؤسسي كركيزة أساسية لتحقيق نهضة الدول ومؤسساتها. وأوضح أن المؤسسات التي تعتمد على التفكير الجماعي والتنظيم المتقن تستطيع تحقيق مستويات أعلى من التقدم والاستقرار مقارنة بتلك التي تُدار بعقلية فردية.
خلال محاضرة له بعنوان “إدارة المؤسسات الإفتائية”، والتي أقيمت في دار الإفتاء المصرية، تناول الدكتور عياد مجموعة من القضايا الأساسية المتعلقة بترسيخ مبدأ الحوكمة والشفافية داخل المؤسسات الدينية. وقد تم تنظيم هذه المحاضرة لتدريب مجموعة من علماء ودعاة ماليزيا، حيث ارتكزت النقاشات على أهمية العمل الجماعي لتفعيل الانضباط والفاعلية في صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة.
مبادئ الحوكمة في المؤسسات الإفتائية
تطرق فضيلته إلى عدة مبادئ يجب أن تقوم عليها إدارة المؤسسات الإفتائية، مثل المرجعية العلمية، الشورى، والشفافية. وأكد أن ضمان صدور الفتاوى بناءً على مراجعة دقيقة يساهم في تعزيز موثوقيتها. بالإضافة إلى ذلك، شدد على ضرورة وجود توازن بين الحفاظ على الثوابت الشرعية ومتطلبات العصر.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء المصرية تعد نموذجًا يحتذى به في تطبيق معايير الحوكمة الرشيدة، من خلال وجود إدارات علمية وفنية متكاملة تضمن تفاعلاً فعالاً وتمنع اتخاذ قرارات فردية. ومن هنا، تبرز أهمية تأهيل المفتين نفسيًا وفكريًا ليتمكنوا من التعاطي مع مستفتيهم بحكمة وتعاطف.
تحديات تواجه المؤسسات الإفتائية
تناول الدكتور عياد في محاضرته التحديات التي تواجه المؤسسات الإفتائية في بعض الدول، مثل نقص الكوادر المؤهلة والبيئة الضعيفة للتعليم والتدريب. ومع ذلك، أكد على إمكانية تجاوز هذه العقبات من خلال تحسين آليات الاختيار والتدريب، بالإضافة إلى تبني التحول الرقمي لإنشاء قواعد بيانات حديثة وأرشفة إلكترونية تخدم المستفتين وتسهّل الوصول إلى الفتاوى.
شهادات على النجاح المؤسسي
اختتم فضيلة المفتي بتأكيده على أهمية التعلم من التجارب الناجحة مثل تجربة دار الإفتاء المصرية ومجمع الفقه الإسلامي بجدة، حيث يمثل كلاهما نماذج رائدة في قدرتهم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في إدارة العمل الإفتائي.
من خلال تطبيق المبادئ الصحيحة والاعتماد على العمل الجماعي، يمكن للمؤسسات الإفتائية أن تتجاوز تحدياتها وتحقق أهدافها في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الروحية والإنسانية.