نائب وزير الصحة يؤكد أن استقرار الأسرة وتنميتها يعتبران جزءًا أساسيًا من الأمن القومي

مؤتمر قومي لصحة المرأة: جهود الدولة لتعزيز الوعي الصحي

في إطار الجهود المستمرة لرفع الوعي بأهمية صحة المرأة والأسرة، شاركت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، في فعاليات المؤتمر القومي لصحة المرأة، الذي نظمته وزارة الداخلية على مدار يومين. شهد المؤتمر حضور مجموعة من كبار الشخصيات الطبية والدينية والأكاديمية، مما يعكس أهمية هذا الحدث في تعزيز الصحة العامة.

تحول في مفهوم تنظيم الأسرة إلى تنمية الأسرة

افتتحت الدكتورة عبلة الألفي فعاليات المؤتمر بتأكيدها على أن استقرار الأسرة يعد جزءًا أساسيًا من الأمن القومي. وأعلنت أن الدولة قد تبنت رؤية جديدة فيما يتعلق بالقضية السكانية، حيث انتقل النقاش من “تنظيم الأسرة” إلى “تنمية الأسرة المصرية”.

وتوضح هذه الاستراتيجية أهمية القرار الواعي والمستنير بشأن الإنجاب، حيث سجل معدل الإنجاب في مصر انخفاضًا ملحوظًا من 2.85 طفلًا في عام 2021 إلى 2.41 طفلًا في العام 2024، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا نحو تحقيق الأهداف السكانية للبلاد بشكل أسرع مما كان متوقعًا.

القلق بشأن معدلات الولادة القيصرية

انتقدت الألفي خلال المؤتمر معدلات الولادة القيصرية غير المبررة طبيًا، مشيرة إلى أنها تُعتبر “عنفًا طبيًا” ضد النساء والأطفال. وأشارت إلى أن حوالي 1.5 مليون امرأة تتعرض لجراحة كبرى دون ضرورة طبية كل عام، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل النزيف الحاد وارتفاع معدلات وفاة الأمهات.

كما أوضحت أن الولادة القيصرية المتكررة تسهم في زيادة معدل دخول الأطفال إلى الحضانات، وتساهم في وفيات حديثي الولادة، فضلاً عن آثارها المستقبلية على الصحة الجسدية والعقلية للأجيال القادمة.

دعوة لدعم الولادة الطبيعية

عبرت نائب وزير الصحة عن ضرورة دعم الولادة الطبيعية، وأوصت بإطلاق مبادرة سنوية لتعزيز هذه الممارسة الصحية. تهدف المبادرة إلى نشر الوعي الطبي وتشجيع النساء على الخيارات الصحية خلال عملية الولادة.

أهمية التغذية السليمة وتأثيرها على الصحة العامة

شددت الألفي على أهمية التغذية الصحية للمرأة خلال فترات الحمل المختلفة، حيث أن سوء التغذية قد يؤدي إلى مشكلات صحية للأطفال، مثل نقص الوزن والتقزم. وأكدت أن هذا الأمر له تأثيرات على التركيب الجيني للأجيال القادمة.

استراتيجيات لتعزيز الصحة الإنجابية

في سياق جهود تعزيز الصحة الإنجابية، دعت الألفي لتفعيل تحاليل ومشورة ما قبل الزواج، بالإضافة إلى أهمية تأجيل الحمل الأول لمدة عام لتوفير الاستعداد البدني والنفسي للأم. كما أوصت بفترات فاصلة بين الحمل والآخر تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات لضمان صحة الأم والطفل.

تأتي هذه الجهود في إطار رؤية الدولة لتحقيق تنمية أسرية مستدامة وتعزيز الصحة العامة، مما يعكس التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.