قادة الاتحاد الأوروبي يتباحثون سبل تعزيز الدفاعات القارية لمواجهة التهديدات الروسية

قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون في كوبنهاجن لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الروسية
يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، في قمة تهدف إلى مناقشة تعزيز الدفاعات الأوروبية وسط تصاعد التوترات بسبب النشاطات الروسية المحتملة. تأتي هذه القمة بعد رصد مسيرات مجهولة المصدر في سماء الدنمارك، مما زاد من القلق الأمني في المنطقة.
تدابير أمنية مشددة في كوبنهاجن
شهدت مدينة كوبنهاجن انتشاراً مكثفاً لقوات الشرطة، حيث تم حظر الطائرات المسيّرة المدنية في إطار تدابير أمنية مشددة. وتوجهت دول من حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى كوبنهاجن، داعمةً القمة بأعداد من القوات لتعزيز الأمان. وقد أدت التقارير حول التحليق غير المصرح به للمسيرات إلى إغلاق مؤقت للعديد من المطارات، بما في ذلك مطار كوبنهاجن، الذي يُعتبر الأكبر في شمال أوروبا.
روسيا تحت الأضواء بعد النشاطات الجوية المثيرة للجدل
يُثار الجدل حول مصدر المسيّرات التي تم رصدها، حيث قامت السلطات الدنماركية بإلقاء اللوم على روسيا، بالنظر إلى التقارير السابقة حول إرسال موسكو لطائرات مسيرة إلى الأجواء البولندية ومقاتلات إلى المجال الجوي الإستوني. واعتبر رئيس الوزراء الإستوني، كريستن ميشال، أن هذه التوغلات تُستخدم كتكتيك روسي لتشتيت الانتباه الأوروبي عن دعم أوكرانيا.
ناقش تعزيز الدفاعات الأوروبية
بالتزامن مع هذه الأوضاع، تناقش الدول السبع والعشرون ضرورة تعزيز الدفاعات الجوية والأمنية لأوروبا. تسعى بروكسل لتحديد أولويات لأربعة مشاريع رئيسية تتعلق بالدفاع الجوي وتعزيز الجناح الشرقي والدفاع الصاروخي وإقامة “جدار مضاد للمسيّرات”. وقد أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على ضرورة الرد بشكل قوي ومتحد على التهديدات الروسية.
البحث عن مصادر تمويل مستدامة لأوكرانيا
تُعتبر قمة كوبنهاجن فرصة أيضاً لمناقشة أي وسائل يمكن استخدامها لتوفير دعم مالي مستدام لأوكرانيا في ظل تراجع الدعم المالي الأمريكي. وقد عادت فكرة استخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا إلى الواجهة، حيث تقدر بنحو 210 مليارات يورو، وهي أموال ترفض الكثير من الدول السماح باستخدامها، لكنها قد تُستخدم كقروض لأوكرانيا إذا تم التوصل إلى اتفاق مناسب.
مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
تسعى بروكسل أيضاً لدعم أوكرانيا في جهودها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من العوائق التي تضعها المجر. وقد اقترح رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إمكانية تجاوز الفيتو المجري من خلال اعتماد التصويت بغالبية مؤهلة، على أن يبقى الإجماع مطلوباً لإنهاء مراحل التفاوض.
باختصار، تشكل قمة كوبنهاجن نقطة محورية في تعزيز التعاون الأمني الأوروبي لمواجهة التهديدات الروسية والاستمرار في دعم أوكرانيا وسط الأوضاع المتقلبة.