السفير ماجد عبد الفتاح : نعمل على استصدار قرار يجبر إسرائيل على وقف النار وإدخال مساعدات لغزة

أكد السفير ماجد عبد الفتاح المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة أن الجهود العربية لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف منذ أحداث أكتوبر 2023، بل تكثفت بعد قرارات القمة العربية الأخيرة في بغداد.
وقال السفير عبد الفتاح إن توجيهات مجلس وزراء الجامعة العربية في القاهرة، والتي نقلها رؤساء الدول والحكومات والملوك والرؤساء والقادة، هي العمل مع الجانب الأوروبي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بالقدر اللازم، وليس اقتصارها على الكمية القليلة التي سمحت بها قبل يومين. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على إسرائيل وقف جميع العمليات العسكرية والتخفيف من تأثير العمليات الإنسانية على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الحركات العربية تدعمها حاليا عدد من الحركات الأخرى، وفي مقدمتها الإعلان الثلاثي لرؤساء دول وحكومات فرنسا وبريطانيا وكندا، وإعلان 26 دولة تمول العمليات والمساعدات الإنسانية. وتشمل هذه الدول دولاً أوروبية في المقام الأول، فضلاً عن أستراليا ونيوزيلندا، أي كل دول الاتحاد الأوروبي تقريباً باستثناء دولتين، هما جمهورية التشيك والمجر. والبقية تؤيد هذا التفسير. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت المملكة المتحدة بالفعل بتعليق اتفاقية التجارة مع إسرائيل وفرضت عقوبات إضافية على المستوطنين الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمالاً إجرامية وعدائية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وأضاف مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض بعض القيود على تنفيذ اتفاقية التجارة مع إسرائيل وفقا للمادة الثانية التي تنص على احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي لجميع الاتفاقيات الموقعة مع الدول.
أكد مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح، أن الجامعة العربية التي تضم 57 دولة عضو في الأمم المتحدة تبذل جهودا لمطالبة الدول التي تزود إسرائيل بالسلاح بوقف تصدير الأسلحة إليها. وهذا ليس حظراً على الأسلحة، بل وقف تصدير الأسلحة المستخدمة لمهاجمة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار السفير عبد الفتاح إلى جهود اللجنة العربية الإسلامية الثماني برئاسة المملكة العربية السعودية والتي ستجتمع في مدريد يوم 25 مايو/أيار الجاري. كما أشار إلى أن اجتماعاً حول حل الدولتين سيعقد في نيويورك يوم 23 مايو/أيار المقبل برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام في 17 يونيو/حزيران في نيويورك، وسيحضره الوزراء، بمن فيهم الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمناء العامون للاتحاد الأفريقي ومجموعات أخرى مهتمة.
وأوضح أن هناك تحركات سياسية عربية حاليا في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعلن أن إسبانيا انتهت من إعداد مشروع قرار قيد التفاوض حاليا، يدعو إلى إحالة الأمر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف أن هناك حاليا حصارا شاملا واستياء دوليا من تصرفات إسرائيل، حيث إن إطلاق إسرائيل النار في وقت سابق على عدد من الدبلوماسيين في جنين يعد انتهاكا واضحا لاتفاقية فيينا التي تنظم العمل الدبلوماسي.
وأضاف مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والمملكة المتحدة ينتهجون نهجاً إنسانياً، أي احترام حقوق الإنسان، وهو ما يتم التأكيد عليه في جميع الاتفاقيات الثنائية وفي التعاملات مع جميع دول العالم. وهم بذلك يريدون تجنب تهمة المعايير المزدوجة، ولذلك يحاولون تصحيح هذه الصورة واتخاذ تدابير ملموسة.
وأكد السفير ماجد عبد الفتاح أن فرنسا تقترب من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. هناك نقاش في مجلس العموم البريطاني اقترح فيه وزير الخارجية البريطاني البدء بدراسة إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وهناك اتجاهات أيضاً في أستراليا ونيوزيلندا والجزر الأربع عشرة المحيطة بها نحو النظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأوضح أنه كلما زاد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كلما زاد الضغط الدولي على إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
وفي ختام كلمته وجه السفير المصري الدائم لدى الأمم المتحدة كلمة إلى المجتمع الدولي أشار فيها إلى الأزمة والأوضاع الكارثية في قطاع غزة. وأكد أن النظام الدولي المتعدد الأطراف على وشك الانهيار وأن عدم كفاءة مجلس الأمن وعدم فعاليته في أداء دوره يهدد العمل المتعدد الأطراف والأمم المتحدة ومصداقيتها الأساسية. وأكد أنه يجب بذل المزيد من الجهود لاستعادة هذه المصداقية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)