المشاط: البنك وصندوق النقد الدوليين توقعا ارتفاع النمو الاقتصادى لمصر

أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، أنه رغم تباطؤ النمو الاقتصادي في مصر الذي لاحظه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في العديد من دول العالم، إلا أن المؤسستين تتوقعان زيادة النمو الاقتصادي في مصر، في ظل استمرار خطط ضبط المالية العامة والإصلاحات التي من شأنها تحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي.
جاء ذلك خلال عرض الوزيرة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل على اللجان النوعية بمجلس النواب، حيث عقدت اجتماعا اليوم الاثنين مع أعضاء لجنة الموازنة برئاسة النائب فخري الفكي. لمناقشة محاور الخطة والسياق الاقتصادي الراهن على المستويين المحلي والعالمي.
وقالت إن صندوق النقد الدولي قام بمراجعة توقعاته للنمو الاقتصادي خلال اجتماعه الربيعي الأخير في واشنطن، وخفضها بنحو 0.5 في المائة. وفي ظل سيناريوهات مختلفة، فإنه قد يخفضها بنحو 1.5% إذا استمرت التوترات التجارية أو تصاعدت في جميع أنحاء العالم.
وتطرقت المشاط إلى اتفاق الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية، ووصفته بالخطوة الإيجابية التي من شأنها أن تخفف التوترات وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، فضلاً عن التأثير السلبي على النمو العالمي.
وأضافت أن الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة استمرت وأثرت على حركة الملاحة عبر قناة السويس. وتؤثر الحرب الروسية الأوكرانية أيضًا، حتى وإن كان الحل السريع ممكنًا. وأشارت إلى أن هذه التوترات أثرت على الأسواق المالية العالمية وزادت من توقعات التضخم. وفي الولايات المتحدة، وصلت توقعات التضخم إلى 6.7%، وهو أعلى مستوى منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما قد يؤثر على تخفيف السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
واستعرضت الدكتورة المشاط آليات تعظيم التنمية الاقتصادية من خلال دور الوزارة في تعزيز التنمية البشرية وريادة الأعمال والتنمية الصناعية وغيرها من القطاعات. وأشارت إلى أنه مع تطبيق قانون التخطيط الجديد سيتم إعداد خطط تنفيذية مفصلة لكل قطاع.
وأوضحت أن قانون المالية العامة الموحد سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من السنة المالية المقبلة، قائلة: “نعمل على إصدار اللائحة التنفيذية لقانون التخطيط العام بما يتوافق مع الرؤية الجديدة لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي”.
وأضافت أن اللائحة التنفيذية الحالية تحقق أهداف قانون تخطيط الدولة وفقاً لقانون المالية العامة الموحد. بالإضافة إلى ذلك، سيتم ضمان الانسجام والتكامل بين السياسة المالية وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضمان تنفيذ نظام البرامج والأداء.
وأضافت أن خطة السنة المالية المقبلة تم إعدادها على أساس أدوات التخطيط القائمة، إلا أن البدء في إعداد الخطة المتوسطة الأجل سيمكن من الاستفادة القصوى من القانونين.
وتحدثت عن تمويل التنمية سواء من خلال الباب السادس من الموازنة أو من خلال التمويل التنموي الخارجي الميسر، مشيرة إلى أن الوزارة تعتزم دعم جهود الدولة لجعل القطاع الخاص المحرك الرئيسي لتنمية البلاد.
وأشارت إلى أن العديد من مشاريع التنمية التي تؤتي ثمارها حالياً يتم تمويلها من خلال التمويل التنموي منخفض الفائدة. على سبيل المثال، تم وضع حجر الأساس لصومعة غرب بورسعيد التي تم افتتاحها مؤخرًا في عام 2021 بمساعدة تمويل تنموي منخفض الفائدة. كما سينتج مشروع إنشاء قطارات المركز الوطني للبحوث، الممول من كوريا بقروض تنموية منخفضة الفائدة، 320 عربة للخطين الثاني والثالث لمترو القاهرة الكبرى.
وأشارت إلى مفهوم التنمية الاقتصادية الوطنية ودوره في تحويل نمط النمو الاقتصادي في مصر نحو القطاعات القابلة للتداول والموجهة للتصدير ذات القيمة المضافة العالية. وتغطي الرواية أربعة قطاعات رئيسية: الأول يتعلق بالاستقرار الاقتصادي الكلي، والثاني يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر، والثالث يتعلق بالتنمية الصناعية، والثالث يتعلق بسوق العمل والتشغيل. وأوضحت أن الوزارة تعمل على مناقشة مختلف محاور الرواية مع مختلف الوزارات بهدف إطلاقها في يونيو المقبل.
واستعرضت الإصلاحات الهيكلية والتنسيق المكثف مع الاتحاد الأوروبي للحصول على المرحلة الثانية من آلية الدعم الاقتصادي الكلي ودعم الميزانية بقيمة 4 مليارات يورو. وأوضحت أنه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، والتي توفر إطارًا وطنيًا متكاملًا للاستدامة وتمويل التنمية وتعبئة الموارد بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030 وأجندة عمل أديس أبابا. وعلاوة على ذلك، أصبح من الأسهل تحديد فجوات التمويل وتحسين تخصيص الموارد للقطاعات ذات الأولوية.
وأوضحت أن الاستراتيجية تهدف إلى سد فجوة التمويل في سبعة قطاعات رئيسية هي: الصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والمياه والصرف الصحي، والنقل، وتغير المناخ، وتمكين المرأة. وأشارت إلى أن خطة 2025/2026 تم إعدادها وفق منهجية متكاملة وضعتها الوزارة مؤخراً لإعداد الخطة. ويرتكز على ركائز أساسية تبدأ بأهداف ومبادرات رؤية مصر 2030، ويتوافق مع برنامج عمل الحكومة (2024/2025-2026/2027) ويتكامل معه، ويتكامل مع الاستراتيجيات والخطط المكانية والقطاعية. ويأتي ذلك أيضاً في إطار التنفيذ الفعال لجهود تعزيز دور القطاع الخاص في التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وذلك تنفيذاً لوثيقة سياسة ملكية الدولة.
وأشارت المشاط إلى أن الحكومة مستمرة في تنفيذ إجراءات إدارة الاستثمارات العامة، بهدف توجيه الاستثمارات العامة نحو المشروعات ذات الأولوية التي تدعم جهود الدولة نحو التنمية المستدامة وفق منظور تنموي شامل. وأوضحت أن سقف الاستثمارات العامة في العام المالي المقبل يبلغ نحو 1.158 تريليون جنيه مصري، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تنفيذ السقف بدقة ومتابعة تنفيذه من قبل الوزارات لضمان تنفيذ المشروعات المدرجة في الخطة.
واستعرضت مكونات نمو الناتج المحلي الإجمالي للربعين الأول والثاني من السنة المالية الحالية. وارتفعت هذه المعدلات إلى 3.5% و4.3% على التوالي، بدعم قوي من الصناعات التحويلية غير النفطية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، التي من المتوقع أن تسجل أعلى عدد من السياح بنهاية السنة المالية الحالية. وأوضحت أن دراسة هذه التطورات وجدت أنها تحققت بفضل الإجراءات التصحيحية الاقتصادية التي تم تنفيذها منذ مارس 2024.
وأشارت إلى التطور الإيجابي لتحويلات المواطنين المصريين بالخارج والتي وصلت إلى أكثر من 32 مليار دولار خلال أحد عشر شهراً. وتتوقع الحكومة أن يصل الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية إلى نحو 20.4 تريليون جنيه بنهاية العام المالي المقبل، مقارنة بنحو 17.2 تريليون جنيه بنهاية العام المالي الجاري.
المصدر: بيان الوزارة