جوتيريش: حل الدولتين يتعرض لخطر التلاشى إلى حد الاختفاء

منذ 4 ساعات
جوتيريش: حل الدولتين يتعرض لخطر التلاشى إلى حد الاختفاء

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن حل الدولتين أصبح في خطر النسيان وأن الالتزام السياسي بهذا الهدف الطويل الأمد أصبح أبعد من أي وقت مضى. جاء ذلك خلال اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

وبحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام، قال غوتيريش إن الشرق الأوسط يشهد حاليا تحولات جوهرية تتسم بالعنف والتقلبات، ولكن أيضا بالفرص والإمكانات. وأكد أن الشعوب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط تطالب بمستقبل أفضل يستحقونه بدلا من الصراعات والمعاناة التي لا تنتهي. وشدد على ضرورة العمل المشترك لضمان أن تكون هذه الفترة الانتقالية المضطربة على قدر التوقعات وتحقق العدالة والكرامة والحقوق والأمن والسلام الدائم.

وقال الأمين العام إن هذا يبدأ بالاعتراف بحقيقتين أساسيتين: أولا، إن المنطقة تقف عند نقطة تحول في التاريخ. ثانيا، إن السلام الحقيقي والدائم في الشرق الأوسط يعتمد على قضية أساسية أكد عليها مجلس الأمن مرارا وتكرارا لعقود وسنوات: حل الدولتين مع القدس عاصمة لكلتا الدولتين.

وحذر الأمين العام من أن حل الدولتين يقترب من نقطة اللاعودة. وقال إن حقوق كل من الإسرائيليين والفلسطينيين في العيش بسلام وأمن قد تم تقويضها، وتم حرمان الفلسطينيين من التطلعات الوطنية المشروعة، في حين اضطروا إلى التسامح مع استمرار وجود إسرائيل، الذي أعلنته محكمة العدل الدولية غير قانوني.

وأضاف الأمين العام أن “العالم لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي ويشاهد حل الدولتين يختفي”. “يواجه الزعماء السياسيون خيارات واضحة: الصمت، أو التسامح، أو التصرف.”

وجه الأمين العام نداءً واضحًا وعاجلًا إلى الدول الأعضاء: “اتخذوا خطوات لا رجعة فيها لتطبيق حل الدولتين. لا تسمحوا للمتطرفين من أيٍّ من الجانبين بتقويض ما تبقى من عملية السلام”.

وأوضح الأمين العام أن المؤتمر رفيع المستوى (حول حل الدولتين)، الذي سيعقد في يونيو/حزيران المقبل برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، يمثل فرصة مهمة لحشد الدعم الدولي. ودعا الدول الأعضاء إلى التفكير بشكل إبداعي في الخطوات الملموسة التي ستتخذها لدعم حل الدولتين القابل للتطبيق قبل فوات الأوان.

وقال غوتيريش إن وقف إطلاق النار جلب بصيص أمل – إطلاق سراح السجناء الذي طال انتظاره وتسليم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. لكن هذه الاحتمالات تلاشت مع انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار. “ومنذ ذلك الحين، قُتل ما يقرب من 2000 فلسطيني في غزة جراء الغارات الجوية والعمليات العسكرية الإسرائيلية – بما في ذلك النساء والأطفال والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني”.

وقال الأمين العام إن الوضع الإنساني في قطاع غزة “استمر في التدهور، حتى إلى مستوى لا يمكن تصوره”. وأشار إلى أن إسرائيل منعت استيراد الغذاء والوقود والأدوية والسلع التجارية منذ ما يقرب من شهرين، مما أدى إلى حرمان أكثر من مليوني شخص من المساعدات المنقذة للحياة. “وكل هذا والعالم يراقب.”

وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء تصريحات المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية التي تفيد بأن المساعدات الإنسانية تُستخدم كوسيلة لممارسة الضغط العسكري. وأكد أن “المساعدات غير قابلة للتفاوض”.

وقال الأمين العام إن العمليات العسكرية الإسرائيلية، واستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية في الضفة الغربية، والتهجير القسري، وهدم المنازل، والقيود المفروضة على الحركة، وتوسيع المستوطنات، كلها عوامل تؤدي إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي بشكل كبير.

وأكد الأمين العام أن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، ملزمة بضمان إمدادات الغذاء والدواء للسكان واحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي وكذلك الأمم المتحدة.

وشدد على ضرورة احترام امتيازات وحصانات الأمم المتحدة وموظفيها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الحرمة المطلقة لمباني الأمم المتحدة وممتلكاتها وأصولها، فضلاً عن الحصانة من محاكم الأمم المتحدة. وقال إن هذه الحصانة تنطبق على جميع منشآت الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الأونروا.

وفيما يتعلق بلبنان، أكد الأمين العام على ضرورة احترام وقف إطلاق النار وسلامة الأراضي اللبنانية وتنفيذ كافة الالتزامات. وفيما يتعلق بسوريا، شدد غوتيريش على أهمية مواصلة دعم تقدم البلاد نحو انتقال سياسي يشمل جميع شرائح الشعب السوري – “انتقال يضمن المساءلة، ويعزز المصالحة الوطنية، ويضع الأساس للتعافي الطويل الأمد لسوريا، ويعزز اندماجها في المجتمع الدولي”.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك