الصحة: مصر حققت إنجازا فى ملف السكان بتجاوز الهدف المقرر لمعدل الإنجاب

شهدت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، توقيع اتفاقية تعاون بين شركة باير وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر. ويهدف المشروع إلى رفع الوعي بالصحة الإنجابية وتمكين الأسرة المصرية من اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بتنظيم الأسرة.

ويأتي ذلك في إطار جهود وزارة الصحة والسكان لتعزيز الصحة الإنجابية وتمكين المرأة. وشارك في الفعالية، التي تم خلالها الاحتفال بالشراكة الاستراتيجية التي استمرت خمس سنوات بين باير وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، ممثلون عن وزارة الصحة والسكان والهيئات الحكومية وشركة باير وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وصرح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، بأن هذه الشراكة الناجحة تهدف إلى دعم جهود الوزارة للارتقاء بخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية في مصر.

وأشار إلى أن هذا التوسع يأتي استكمالاً للنجاحات التي حققها التعاون خلال السنوات الخمس الأولى، والتي ساهمت بشكل فعال في تمكين المرأة وتعزيز صحة الأسرة في المناطق الأكثر ضعفاً. كما تم الاتفاق على تمديد الشراكة لمدة ثلاث سنوات أخرى، من عام 2026 إلى عام 2028.

وأضاف عبد الغفار أن هذا التعاون يدعم بشكل مباشر حملة “حقك في التنظيم”، وهو برنامج شامل أطلقه قطاع تنظيم الأسرة بالوزارة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان. ويهدف البرنامج إلى تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، ورفع الوعي بين السكان، وزيادة الطلب على هذه الخدمات من خلال العيادات الثابتة والمتنقلة.

وأضاف عبد الغفار أن هذه الشراكة الموسعة ستركز على تعزيز مجال التدخل في صعيد مصر والمحافظات الحدودية، حيث لا تزال هناك فجوات في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة عالية الجودة. وأشار إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان وباير يهدفان من خلال هذه الشراكة إلى الوصول إلى أكثر من 810 ألف امرأة بخدمات تنظيم الأسرة والمعلومات من خلال حملات التوعية، كما يلتزمان بضمان حصول 540 ألف امرأة على وسائل منع الحمل الحديثة بحلول عام 2028.

ويتمثل أحد محاور المبادرة في تعزيز النظم الصحية الوطنية والمحلية لتوفير خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة عالية الجودة. وتهدف المبادرة أيضًا إلى تمكين المرأة من اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بالمسائل الإنجابية والحصول على المشورة اللازمة.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة عبلة الألفي، في كلمتها خلال حفل توقيع اتفاقية التعاون، إن الوزارة أعلنت أن مصر حققت نجاحاً نوعياً في التنمية السكانية، حيث تم تجاوز مستهدف معدل الإنجاب الكلي قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد. وبحلول نهاية عام 2024، بلغ المعدل 2.41 طفل لكل امرأة، مقارنة بالهدف البالغ 2.43 في عام 2027. وهذا يعكس فعالية سياسة الدولة المتكاملة للسكان والتنمية.

وأوضح الألفي أن هذا التقدم جاء في إطار خطة وطنية عشرية تتضمن، بالتوازي مع برامج النمو الاقتصادي، تطوير قطاعات التعليم والصحة والضمان الاجتماعي. وتلعب المبادرة الرئاسية “بداية” أيضًا دورًا محوريًا في دعم الجهود الرامية إلى بناء رأس المال البشري القادر على دفع عجلة التنمية.

وعلى هامش الحفل، شارك نائب وزير الصحة في حلقة نقاشية بعنوان “من الرؤية إلى العمل: مسارات مشتركة لتعزيز صحة المرأة”. وفيما يتعلق بمؤشرات النجاح أوضحت أن هناك مؤشرات واضحة يتم مراجعتها كل ثلاثة أشهر. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إجراء زيارات ميدانية لمراقبة تنفيذ الخدمات وتكييفها مع الاحتياجات الفعلية للسكان.

ويتركز الاهتمام أيضًا على التغذية السليمة، وخاصة الرضاعة الطبيعية، لضمان صحة الأم والطفل. ويهدف المشروع أيضًا إلى توسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الإنجابية ومكافحة سوء التغذية. وفيما يتعلق بالخطة العاجلة للسكان والتنمية، أوضح نائب الوزير أن الخطة تهدف إلى تسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية. وبدأ العمل في محافظة الإسكندرية، وتم توسيعه الآن ليشمل 15 محافظة، بهدف إشراك جميع محافظات الجمهورية في وقت واحد بالتعاون مع جميع الوزارات المعنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأشار نائب الوزير إلى أن الاستراتيجية الوطنية للسكان يتم تنفيذها في 5400 مركز رعاية صحية أولية في جميع أنحاء البلاد، والتي توظف أيضًا مستشارين أسريين مدربين على استشارات ما قبل الزواج والحمل ورعاية الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريب الكوادر الطبية ورفع الوعي العام من خلال برامج مختلفة. وسيدعم هذا المشروع رواد المناطق الريفية الذين يلعبون دوراً رئيسياً في رفع مستوى الوعي بين السكان وتغيير السلوك الإنجابي وزيادة الوعي بأهمية الحمل كل ثلاث إلى خمس سنوات. وهذا يضمن الرعاية المثلى للطفل خلال أول 1000 يوم من حياته ويعطي المرأة الفرصة للاستعداد لحملها الأول.

وقال أوي داليسيو، رئيس منطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة جلوبال فارماسيوتيكلز ماركتس والرئيس الإقليمي للأدوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن باير ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم صحة المرأة وتمكينها من خلال توفير خدمات تنظيم الأسرة الفعالة والآمنة. وأكد فخره بتوسيع الشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لمعالجة الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة في مصر بشكل أفضل، وخاصة في المجتمعات الأكثر ضعفاً، حيث يساعد هذا التعاون النساء على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن الإنجابية، مما يؤدي بدوره إلى تحسين رفاهة أسرهن.

وقال إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، إن الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة الآمنة والطوعية أمر بالغ الأهمية لتحقيق المساواة بين الجنسين. وأضاف أن هذه الشراكة تهدف إلى الوصول إلى المجتمعات الأكثر ضعفاً وضمان عدم حرمان أي شخص من حقه في الرعاية الصحية. وعلاوة على ذلك، ينبغي تمهيد الطريق لعالم خال من الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة.